الجمعة، 27 ديسمبر 2013

إحتفالنا والهندسه الاجتماعيه"رؤيه مستقبليه"

<b> تعيش بلادنا عرسا إحتفاليا على مر العام تقريبا , فنحن من مناسبه إحتفاليه الى اخرى و يتوج الأمر بالإحتفال باليوم الوطنى , كل بلاد العالم تعيش الاحتفالات والمناسبات, لكن خصوصيه الاحتفالات لدينا كونها تأتى والبلاد تمر بمرحلة بناء هي أشبه بالتأسيس , لذلك تبدو وكأنها تعمل على صياغة المجتمع إجتماعيا وليست فقط مظهر من مظاهر وجوده . بمعنى أن يُعطى الاحتفال بُعدا تاريخيا لكل من إحتفل ويحتفل دون الإمعان في مراحل تطور المجتمع القطري سكانيا وغياب الاحصائيات التى توضح ذلك رسميا على الاقل . من هنا تأتى اهمية دور القائمين على الإحتفال ومسؤوليتهم التاريخيه في عدم جنوح المناسبات حتى لاتتحول الى وقائع وأحداث تاريخيه , فالحدث التاريخى الخاص "المؤسس ودوره وأهل قطر في حينه كان قبل النفط بينما الاحتفالات إفراز لمابعد النفط وتزايد الريع, ولى هنا بعض الملاحظات: أولا:-مجتمعنا يمر بمرحلة هندسه إجتماعيه بلا شك نظرا لتزايد عدد السكان , وتزايد استملاك الدوله لمناطق ومواقع تاريخيه كان يسكنها اهل قطر ونزوحهم لمناطق جديده تجمعهم مع أعداد الوافدين والمجنسيين حديثا مع الاحتفاظ بحقهم في الاحتفال ومشاركتهم الدوله في مسيرتها التنمويه. ثانيا: إذا لم يكن هناك وعى بذلك من قبل المسؤولين فالأمر له سلبيات كبيره مستقبلا وقد يخلق اشكالات مجتمعيه, ثالثا: مرحلة الهندسه الاجتماعيه مرت بها مجتمعات عده بعد مرورها بالأزمات وربما الحروب والكوارث واستغلتها سلبيا كثير من الانظمه الاستبداديه في تأكيد استبدادها وسيطرتها و كما جرى ذلك في الاتحاد السوفيتى السابق أيام ستالين وغير ذلك من المجتمعات. رابعا: الهندسه الاجتماعيه ببساطه هي تلك العمليه التى تنظم المجتمع بشكل تزيل مشكلاته وتناقضاته من اجل تنميته ليبلغ اهدافه وغاياته وما يرنو الى تحقيقه خامسا: على المسؤولين ادراك أن التغير المادى اسهل بكثير من التغير المعنوي القيمى, بمعنى ان يظل الفرد محتفظا بقيمه التى نشأ عليها وتربيتة في بيئته الاولى, حتى بعد انتقاله الى بيئه اخرى او مجتمع آخر مالم يحصل مستويات من التوافق يمكن بعدها التعايش بين الجانبين, فهناك قيم جديده وافده قد تختلف عن القيم التى يحملها المواطن القطرى ليس في النوع ولكن قد تكون في الدرجه, فالمجتمع القطرى قيمة التسامح لديه كبيره جدا نظرا لطبيعة العلاقه بين افراده وبين حكامه مثلا لم تعهدها المجتمعات الاخرى . سادسا:على المسؤولين تحديد الصالح العام وتوسيع دائرته وعدم ربطه باشخاص فقط حتى تنتقل العلاقات من تنافسيه الى علاقات تعاونيه ومن علاقات نفعيه الى علاقات اجتماعيه صحيه. سابعا: على المسؤولين تحويل سلوك المجتمع الغريزى او العاطفي الى سلوك عقلاني من خلال ربطه بالمؤسسات والقانون خطورة الاحتفالات اذا كانت في مجتمعات غير مؤسسيه كبيره لأنها تقوى السلوك الغريزى العاطفي وتبنى عليه تصور مضخما للذات وللقبيله وللطائفه على حساب الوطن كمؤسسه . ثامنا: العائله والقبيله والطائفه والمكان بل والفرد أيضا كل ذلك مكونات للمجتمع, فالهندسه الاجتماعيه الايجابيه تتطلب زيادة جرعة القيم والشعور بالذات عند افراد المجتمع بحيث يشعر الجميع أنه يماثل ويساوى الآخر فنحفظ للجميع حقه وللوطن رمزيته . تاسعا: , نرى اليوم فى جميع المؤسسات والشركات اشارة الى التاسيس والدوله تحتفل بيوم المؤسس, لذلك لايعد الاشهار عن دور من كان مع المؤسس وشاركه بناء الدولة عيبا بل مطلبا في ظل إعادة هندسة المجتمع بشكل إذا لم ينتبه المسؤولين لدورهم الهام والضرورى فيه قد نجد انفسنا مستقبلا أمام مشاكل إجتماعيه كبيره عاشرا: أتمنى ان ينتقل الاحتفال باليوم الوطنى الى مرحله أكثر وعيا وان يكون ناشرا للوعي أكثر منه مستقطبا للذات الفرديه ومثيرا لآلياتها الفطريه كما اتمنى على المسؤولين الاستشاره والاخذ بالرآي والاستماع اليه , فالقضيه قضية مستقبل يعيشهاأولادنا وأحفادنا , فرأى الجماعه لاتشقى البلاد به , ورأى الفرد يشقيها,

هناك تعليقان (2):