السبت، 28 ديسمبر 2013

إشكالية"القلايل" في مجتمع القله

مسابقة " القلايل" تشكل ركنا مهما بين مسابقات إبراز "هوايات "المجتمع القطرى فى عصر مضى , وفي الحقيقه أنها تستقطع معظم قطاع الشباب القطرى مع مثيلاتها من مسابقات تحتفل بالطير وبالقناص وبأخلاقيات القنص وبمرؤة القناص وإيثاره في بيئه صعبه وقاسيه لاترى في التملك ميزة سوى العطاء والايثار. مجتمعنا الجميل اليوم يرى في" القلائل" نزوحا الى ماض لايمكن استعادته فعليا فيجرى الى تصوره وافتعاله بصوره قد تخرجه من فاعليته ودوره الى شكلانيه معيبه قد تخرجه من دوره الحقيقى وتجعل منه صورة من صور الريع متقدمه في طريقه عرضها وأوانها. ولى هنا بعض الملاحظات : أولا: القنص بالوسائل التقليديه كما تظهر في مسابقة" القلايل" كان نشاطا إقتصاديا ولم يكن مسابقه , قبل أن يشرع المجتمع القطرى في قضية التعليم , لذلك كان القناص والطير وقاص الأثر مصادر إقتصاديه محوريه في قضية الصيد كنشاطات إقتصاديه ثانيا: هذه النشاطات لم تكن تتطلب شهادات جامعيه ولا تخصصات علميه ومع ذلك كان صاحبها يحظى بمكانه إجتماعيه ومرتبه ثقافيه قياسا بالوقت وإحتياجاته. ثالثا: إرتباط الشيوخ بالصيد وأهله كانت مباشره لأهميته كنشاط, فمن يصطاد أو يشتهر بالصيد يصل علمه مباشرة للحاكم ومن حوله , وتصبح الهديه بمثابه أوتاوه ولاء وتبعيه , فالعلاقه كانت مباشره ومترابطه فلذلك حظى اصحابها بمكانه إجتماعيه قد لاتعكسها مسابقة "القلايل" بشكل حقيقى. رابعا: الجيل القديم لم يحظ بفرص التعليم فكانت نشاطات "القلايل "فرصه تعليميه وحيده ونشاط حيوى وحيد لكى يفرض الفرد نفسه وكفاءته امام الطبقه الحاكمه , فهو إما أن يكون فدوايا أو صقارا , هذه فرص بالمفهوم فى حينه إقتصاديه وتعادل الشهادات. خامسا: الخطوره اليوم ان من يشارك في مسابقة " القلايل" من طلبة الجامعات أو من طلبة المدارس الثانويه , بمعنى انهم ضمن تيار الاقتصاد القومى للبلد بينما النشاط نفسه خارج تيار الاقتصاد الوطنى, بمعنى انك تربي مهارات خاصه خارج مجال الاقتصاد القومى فهل سيكون ذلك بديلا عن الشهاده في حالة التميز فيه أو إتقانه مثلا سادسا: الصراع بين الهوايه والمهنه هنا يرسمه المجتمع , فإذا اراد المجتمع بأن تكون هواية الشخص مهنته فعليه بدعمها إقتصاديا , لايمكن ان يكون الخيار بين مهارة الصقاره والشهاده الجامعيه أو الثانويه خيارا مقبولا , فالهويه رغبه والمجتمع إراده لابد من التوافق بين رغبة المجتمع في حفاظه على هويته وإرادته في التقدم والتفوق سابعا: اقترح إدراج هذه النشاطات ضمن تيار الاقتصاد الوطنى , طالما ان الاحتفالات والمناسبات تأخذ الوقت معظم السنه, فلم لا تكون هناك علاوة صقار مثلا ضمن الاداره المختصه, أو علاوة مضمر , أو علاوة شاعر مثلا أو من يشيل الشيلات في المناسبات الوطنيه. ثامنا:ضرورةإمكانية الدمج بين الممارسه التى تشجعها الدوله وبين مانراه جهارا , لايمكن تصور قطريون يعيشون خارج الاطار ولايمكن تصور إطار إقتصادى لا يشمل القطريين تاسعا: كانت علاقة الشيوخ والحكام سابقا بأصحاب هذه المهارات مباشره وذات جدوى اقتصاديه حيث كان ما يمارسونه ضمن نشاطات الاقتصاد القومى . اما اليوم فإن هذه الممارسات لاتغدو كونها ريعا خارجا عن اطار الاقتصاد فلذلك هم اساسا لايغدون سوى فائض لايمكن الاعتراف به دائما أو ربما يمكن الاستغناء عنه في اى وقت و هنا تكمن إشكالية المواطن عندما يصبح مغتربا عن إقتصاد وطنه. عاشرا : تبقى هذه النشاطات ضمن ابناء القبائل دون غيرهم مالم يدرج في الاقتصاد بشكل او بآخر بينما يصبح الاقتصاد الحقيقى خارج هذه الاطر ويتمركز ضمن شريحه إجتماعيه معينه يهىء المجتمع مستقبلا للفرز والحيازه والاحتكار. إقتصاد "القلايل " مطلب لمجتمع متزن لاتتغلب فيه هوايته على أسلوب معيشته ورفاهيته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق