الجمعة، 15 يناير 2016

رفع سعر الوقود وحفلات سوق واقف



- قطر "آخر" دولة ترفع أسعار الوقود
- أحمدوا ربكم الكهرباء والماء ببلاش
- هل استخرجتم النفط أو هل عملتم على تسويقه؟ , كل معترض علي رفع اسعار الوقود عليه أن يستحي ويخرس.
هذه عينه من ردود الافعال على قرار الدولة برفع اسعار الجازولين إبتداء من ظهر اليوم الجمعة, سواء في تويتر أو في بعض منتديات الاعلام القطري نلاحظ أنه لاعلاقة البته بين طبيعة القرار وطبيعة الردود المباشرة عليه , القرار ذو طبيعة اقتصاديه ويعمل به في جميع البلدان تحت وطأة ظروف إقتصاديه معينه توجب المشاركة في سد عجز الموازنة العامة للدوله نتيجة تدهور وانخفاض اسعار البترول عالميا. الردود من طبيعة مختلفة جدا , تأتي من ذهنية ماقبل الدولة, كبنية تاريخية تأتي الردود من ذهنية دينيه ترى أن وجودها ليس وجودا أصيلا وإنما تفضلا من إرادة الدوله"أحمدوا ربكم"."لم تستخرجوا النفط " الفجوة بين طبيعة القرار الاقتصادي وإستجابة الرأي العام الدينيه له, يدل على اننا لانسير في الطريق الصحيح , وإننا كمجتمع نستخدم رصيدنا الديني في التفاعل مع الاحداث حتى يستنفذ في النهاية بتطبيق رسوم على "الكهرباء والماء", ردود الرأي العام ينبغي أن تكون أعمق من ذلك , القرار إقتصادي وله ظروفه يمكن تفهمها كان من الممكن ان تكون ردة الفعل من طبيعة القرار ذاته ,حتى يمكن أن تراعي الدولة مستقبلا ذلك وتمهد له , لكن أن تكون طبيعة الردود "دينية" الطابع تجعل من قراراتها مستقبلا ودائما كالأمر الإلهي الفجائي , فلانعجب إذن إذ يرفع البريد القطري فجأة اسعار صناديق البريد في يوم وليله بنسبة تفوق الضعف , وان ترفع الدولة سعر اسطوانة الغاز الى الضعف بين ليلة وضحاها, وإن تسقط الدولة التأمين الصحي في أيام معدودة ,لأنه توقعاتها منصبة على الرصيد الديني لدى المجتمع وليس على وعىَ المواطنه. لانعترض على مواجهة الازمات ومكافحة الفساد لكن نقول للطرفين للدولة وللرأي العام , العلاقة بينكم ليس علاقة دينيه بين خالق ومخلوق , هي علاقة مدنيه دستوريه قانونيه , يجب أن لاتنظر الدولة لحق المواطن كتفضل مشتق من وجودها , ولايجب على المواطن أن ينظر للدولة كإلهه, يهب ويأخذ ولاراد لقضاءه.
كذلك كان موضوع حفلات سوق واقف مجالا خصبا لردود الافعال الشعبيه , عبر وسائل الاتصال الاجتماعي وازداد حدة بعد قرار زيادة اسعار الوقود , أنا شخصيا لاأويد قيام مثل هذه الحفلات في هذه الايام وعالمنا العربي يعيش حالة طارئه بكل ماتعنيه الكلمة من معنى , استجماع اكثر من ثلاثين مطرب ومطربه لايزيدون في مقدار الفن شيئا لأن الظرف الانساني الذي نعايشه لايسمح للنفس الكريمة والأبية أن تلامس سوى الجرح النازف هنا والعين الباكية هناك في اطراف عالمنا العربي, لاأتعامل مع هذا الموضوع دينيا كما هي استجابة العديد كذلك من ردود الافعال , بل أتعامل معه إنسانيا , إذا إختلفت ردود الافعال عن طبيعة الفعل عاشت على هذا الاختلاف طحالب كثيرة ما اكثرهافي مجتمعنا المنقسم بين ارادة الدوله وردود الرأي العام الباهت , ليست الدولة قضاء وقدرا حتى نتعامل معها كذلك , نقدر دورها ونعمل على مساندتها بوعي المواطن المسؤول والمشارك , وليس المواطن زائد على وجود الدوله حتى نفاجئه بالقرارات بين ليلة وضحاها, بل هو لبنتها ودليل مشروعيتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق