الأحد، 14 فبراير 2016

ليفون مليكيان


دكتور ليفون مليكيان يعرفه طلبة جامعة قطر في دفعاتها الاولى , استاذ علم النفس , الارمني الجنسيه من أصول لبنانيه أو فلسطينيه.شخصية رائعه, كان استاذا في جامعة بيروت الأمريكيه,واعتقد أنه اشار لي بأن الدكتور عيسى الكواري وزير الاعلام ووزير الديوان الاميري الاسبق كان أحد تلاميذه فيها. خريج جامعة كولومبيا في نيويورك , كان يٌجري المقابلات للطلبه الجدد الملتحقين بالجامعه بعد التسجيل , دخلت عليه والغليون في فمه , وسالني مبادرا لو وجدت خطابا ملقى في أي مكان هي تفتحه أو تحتفظ به حتى تستدل بصاحبه, لاأذكر بما ذا أجبت؟ كان قسم علم النفس في الجامعة حين التحاقي في شتاء 78 يضم بالإضافة إليه استاذين مصريين رائعين , أحدهما محمد أحمد سلامه والآخر سليمان الخضري, كان الدكتور مليكيان دقيقا جدا يحسب المسافه بينه وبين الطالب بالمللي, دائم الابتسامه , لغته العربيه ليست قويه , خبرته كبيره , قال لي , معظم المؤلفات العربيه في علم النفس تكرار لايضيف شيئا كمقدمه في علم النفس" أو مقدمة في علم الاجتماع وما إلى ذلك , وهناك نقص في الدراسات والابحاث العلميه, نشر دراسة نفسيه على ما اعتقد عن المجتمع القطري بعنوان "جاسم" ودراسات اخرى مع الدكتوره جهينه سلطان العيسى استاذ علم الاجتماع في الجامعه منها مؤشرات الشخصيه المنواليه القطريه ودراسة اخرى بعنوان استخدام التراث في الدراسات الاجتماعيه النفسيه , غضب مرة من احد الطلبه لما سأله عن سبب تأخره عن المحاضره فأجاب الطالب" كنت عند الحلاق" وقال" أما آن الاوان بك أن تحلق ذقنك بنفسك" كان يرى أننا لسنا بتلك الجديه رغم ان الدولة وفرت جميع السبل لنا للتفوق والبروز . تلك الفتره كانت ذهبية في تاريخ جامعة قطر , اساتذه على أعلى مستوى وعدد الطلبة قليل مما يساعد على تعظيم الفائدة, ذكر الدكتور عبدالعزيز كمال أستاذ علم النفس السابق في جامعة قطر الذي التحق بها ونحن على ابواب التخرج , أن الدكتور مليكيان اعرب عن رغبته بترك التدريس في الجامعة , ولما سئل عن السبب أجاب" لقد اعطيت كل ماعندي ليس هناك ما أضيفه" عندما تقدم كل مالديك عليك ان تفسح المجال لغيرك ,لذلك كان ينتقد سياسة إعادة اصدار الكتب التي هي اصبحت من ادبيات العلم للحصول على ترقيات كما هو متبع في بعض الجامعات العربيه , وقد قال لي ذلك كما ذكرت. في جامعة قطر في ذلك الوقت نماذج رائعه لاساتذه يستحقون الثناء مثل الدكتور ميليكيان, ونماذج أخرى نسوا العلم وقطعوا الحبل بينهم وبينه واستقروا وأخذوا في التكرار وليس في الابتكار وسيلة للبقاء ومن بريق الراتب بديلا عن البحث والتقصي. زرته مره في شقته في شارع النصر حيث طلبت نصيحة نفسية منه لأحد الاصدقاء , فاختلى به فتره ليست بالقصيره , ثم عاد لي صديقي بوجه حسن مستبشر, وبروح معنوية مرتفعه, رحم الله الدكتور ليفون مليكيان على إخلاصه وصدقه مع نفسه.

هناك تعليق واحد:

  1. في الحقيقة جذبني الموضوع حول الدكتور ميليكيان الذي توفي عام ٢٠٠٧ وقد ولد في القدس الشريف عام ١٩١٧
    كان استاذي المفضل وصديقي المخلص وكان احيانا ينتقد نفسه لضعف لغته العربيه لكنه وللحق كان بارعا في إيصال الفكره وترسيخ المفهوم النفسي للموضوع حيث كان يدرس مادة الصحة النفسية وهو فعلا الذي عمل معي اللقاء الأول القبول في الجامعه مع أستاذ اللغة الإنجليزية
    كان دوما باسما ويصنع لنا القهوة بنفسه في مكتبه
    رحمه الله

    ردحذف