الأحد، 14 فبراير 2016

خداع الذات


لايوجد في مجتمعاتنا العربيه ما يسمى ليبرالي أو إشتراكي أو يميني أو يساري بمعنى السياسي ولا حتى علماني يرى حيادية الدولة أمام الاديان مطلبا. إستخدامنا لهذه المصطلحات استخداما عشوائيا إنطباعيا , مجرد شعارات نسلخها من عالم السياسه لنرتديها في عالم ماقبل السياسه , فمجتمعاتنا ليست مجتمعات سياسيه في الأصل , هي مجتمعات إما قبليه أو طائفيه أو دينيه , في حين تلك المصطلحات تنشا في سياقات سياسيه معينه مثل الاحزاب والتكتلات , لننظر الى الكويت مثلا وهي مجتمع قبلي لديه تيارات سياسيه يختلف بها عن سائر دول مجلس التعاون لها قدر من الحريه في الممارسه , ومع ذلك طبيعة المجتمع القبليه هي الغالبه واليوم أخذت الطائفيه محل القبليه في اشعال المواقف وتبني التوجهات نظرا لما يدور في المنطقه عموما من تأجيج للطائفيه,فأنتصرت طائفية البعض على ليبراليته , وقبلية البعض على وطنيته. لننظر الى ايران ايضا وفيها من التيارات المعتدله والليبراليه الا أنها تدور ضمن الاطار الديني لا السياسي والطائفي لا التعددي, فهي ليست اكثر من خداع ليس إلا .مصطلحات المجتمع المدني تلك لايمكن تمريرها في مجتمعات أخرى غير مدنيه, قد يكون الفرد يحمل فكرا ليبراليا لكنه دون مجتمع مدني ينظم هذا الفكر سياسيا بحيث يصبح هناك برنامجا واضحا يستطيع الفرد ان يقبله أو ان يرفضه , لايمكن الحديث عن ليبراليته اوعلمانيته بدقه,لأن الفرد عرضة لتحرك البنيه الاساسيه الأوليه للولاءات فينزاح الفرد معها تلقائيا ضد القشره الهشه والشعار الذي يحمله في وقت الاسترخاء. سياقات المجتمع المدني تختلف عن سياقات المجتمع الغير مدني سواء القبلي او الطائفي او الديني بشكل عام. من يحمل فكرا ليبراليا داخل مجتمعا دينيا لايمثل الليبراليه الاراديه لأنه رد فعل في الغالب ومن يحمل فكرا علمانيا قد لايعىَ ماتعني العلمانيه بقد ماهو حانق على استخدام السياسة للدين بشكل فاقع داخل مجتمعه, مفاهيمنا لاتتعدى طبيعة مجتمعاتنا المتخلفه , فنحن في حالة مثلى من الدقه حينما نتكلم عن مفاهيم – رافضي- ناصبي أو شيعي –سني طائفيا و قبليا –قبيلي – عجمي أو فارسي ....الخ من مفاهيم او مصطلحات مجتمعات ما قبل السياسه , فالصداع المزمن الذي يصيبنا نحن سببه وضحايا في نفس الوقت دون وعي ولا إدراك , بل وهروبا من الحقيقة المعاشه وأختباء عن العصر و تطوره فنعيش في خداع مستمر لأنفسنا ولأجيالنا.

هناك 3 تعليقات:

  1. (( مجرد شعارات نسلخها من عالم السياسه لنرتديها في عالم ماقبل السياسه))

    (( مفاهيمنا لاتتعدى طبيعة مجتمعاتنا المتخلفه))

    استاذ .. يا أستاذ

    ردحذف
  2. تجد أغلب اللذين يتفاخرون بقومياتهم وتوجههم الليبرالي وغيره من المسميات أناس مشوشين متخبطين لا يستطيعون تكوين فكرة واضحة عن فكرهم وتوجهاتهم.. أجد الآية المذكورة في سورة الملك تقرب لنا الصورة " أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم !".. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة

    ردحذف