الاثنين، 28 مارس 2016

تحقيق "الراية" والمجتمع المتحفز



تابعت بعض ردود الافعال على التحقيق الذي نشرته جريدة "الراية" الاسبوع الماضي حول مسميات المناطق في الدولة وكتابتها , واتضح لي ان مجتمعنا يواجه مشكله إجتماعيه تتفاقم يوما بعد آخر, جعلت منه في حالة تحفز مستمر ,  لم  يكن مجتمعنا قط بمثل مافيه من تحفز كما هو اليوم ,مالسبب في ذلك؟

 في إعتقادي إذا لم نتبه للأمر  سيصبح  المجتمع مصدرا لبؤر المظلومية الاجتماعيه , تتراكم مع الزمن , كيف يتحول موضوعا كهذا الى أمر يشغل الرأي العام؟ ويستولي  على معظم وسائل الاتصال الاجتماعي , كيف يصبح موضوع مسميات الشوارع والمناطق  وكتابتها الى موضوع  استذكار للتاريخ واستئثار بإنجازاته؟المجتمع المتحفز  للماضي كارثة عظيمه , ليته كان تحفزا للمستقبل .

في  إعتقادي أن المشكلة تبدأ عندما تبنينا "القيم"  وأضدادها في نفس الوقت. نشجع العربية الفصيحة في قناة , ونتبنى العامية المحلية في قناة أخرى.نبني المؤسسات ونتبنى القبلية في إدارتها وتسييرها. نستدعي أشهر الدعاة , ونقيم أشهر الحفلات العربية والغربية , نطالب بالتعريب ونوظف التغريب. نخاطب العالم من قلب الدوحة ولا يصل هذا الخطاب الى أطرافها خارج الاسوار. لوكان كل ذلك نتاجا لحراكا إجتماعيا وطلبا مجتمعيا , لأمكن للمجتمع التفاعل معه بصورة إيجابية لأنه يخرج من بين أحشائه, لكنه مع الأسف كان يتم من خلال  برمجة إجتماعية , جعلت من المجتمع في حالة تحفز واستعداد وتهيؤ  لمعركة خاطئه  في وقت خاطىء. جعلنا من موضوع "الهوية"  مصدر خوف دائم, هذا سيأخذها منا وذاك سيسلبها من أجيالنا.ليست لدى مجتمعنا مشكلة من مسمياته ومصطلحاته , المشكلة إدارية  تربويه , تمثل فشلا تعليميا وصل إلية المجتمع,عندما يعجز النظام التعليمي  من التأثير الايجابي في البنية الاجتماعيه للمجتمع ويتراجع لينكفىء داخل اسوار المدارس والجامعات   يصبح المجال العام مفتوحا للصراع بين القيم   وأضدادها   , كان على الدولة بعد عمليات التوسع  المادي أن تمارس وعيا معنويا يستقي أدواته ومفاعيله من بنية المجتمع الاجتماعيه    فكما أن  تحييد الخلافات العقائدية مطلب لعدم تدمير الاسلام, فأن تحييد الصراعات القبليه والطائفيه مطلب ضروري لبقاء الدولة,   حديث "دعوها إنها منتنه" لايكفي طالما ميكانزمات العيش تتطلب إذكاءها  واللجوء إليها. التاريخ  واللغة في جميع انحاء  دول العالم يكملان بعضهما البعض إلا في عالمنا العربي  فإن كل فرد فيه يحمل حقيبة تاريخه ولهجته في خزانة قبيلته وطائفته ويصطف في طابور الدولة   كمتطلب يقتضيه التعداد السكاني ويستلزمه الواقع  لا أكثر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق