الأربعاء، 4 مايو 2016

جامعة الخليج العربي


  وقعت عيناي ذات يوم على إعلان منشور في إحدى جرائدنا القطريه عن فتح باب القبول في عدة تخصصات في جامعة الخليج العربي بالبحرين , وهي مشروع رائد لو لم تصبه لعنة السياسه العربيه وتقلباتها, بين تمويل وتأجيل ومناشده لإستمرارها من جانب بعض مثقفي الخليج وأذكر منهم الدكتور أحمد الربعي رحمه الله الذي ناشد الدول الخليجيه المحافظة عليها وعلى شركة طيران الخليج بوصفها مشاريع وحدويه مشتركه ,وهي لاتزال قائمة كمشروع في حين إختفت شركة طيران الخليج إلا أنني اعتقد انها لاتحظى بنفس الزخم من الاهتمام كما بدأت , على كل حال ,كانت التخصصات المطروحه محدوده ومختاره لكي تسد النقص الذي تعاني منه الجامعات الحكوميه في كل دوله على حده, مثل تخصص التصحر وادارة التقنيه والكيمياء الحيويه بالاضافه الى كلية الطب,فوجدت اقربها الى تخصصى هو تخصص إدارة التقنيه , وهي إداره صناعيه بالاضافه الى بعض التطبيقات لمفهوم الاستراتيجيه ,   البعثات انهيت جميع إجراءت الإلتحاق, ولم يتبق سوى المقابله الشخصيه التي تمت مع الدكتور حافظ المطوع شقيق وزير الدوله البحريني السابق محمد المطوع وبرفقة عدد من الاساتذه, حيث وضعوا شروطا علي أن أجتازها للالتحاق بالبرنامج في مقدمتها اجتياز امتحان الاحصاء, وبالفعل تم ذلك فالتحقت في خريف 1994 بالجامعه بوصفي طالب دراسات عليا , ومن اصعب المقررات التي واجهتني كان مقرر بحوث العمليات" الذي كان يدرسه الدكتور عبد اللطيف الزياني الامين الحالي لمجلس التعاون , حيث كان جديدا علىً واجتزته بصعوبه, أما أمتع المحاضرات فكانت مع الدكتور محمد جابر الانصاري استاذ الحضاره الاسلاميه في الجامعه ومستشار جلالة ملك البحرين حاليا, والذي كان متطلبا أساسيا لكل طلبة الجامعه, وفي أول محاضرة له طلب مني تلخيص كتابا مختارا وعرضه على الطلبه وهو كتاب "الاسلام وأصول الحكم " لعلي عبدالرازق, وفعلا قمت بذلك وأبديت رأيي حول تصورات الكتاب وتم نقاش مطول حوله من جانب الطلبه , وبالمثل كان على كل طالب أن يقوم بعرض كتاب مختار كما يبدي رأيه فيه , وكلها كانت من الكتب التي أثارت ردود فعل كبيره عند نشرها لجدة محتواها ولصدمتها للعقليه التراتيبيه التي لاتقبل التجديد أو المس بالتقليد,, مثل كتاب "خرافة الميتافيزيقا " لزكي نجيب محمود والاسلام واصول الحكم لعلى عبد الرازق , وكتاب دارون والتطور . وغيرهم كتب كثيره تداولناها بحثا ونقاشا , أثرت لدي ذائقة نقديه التي كانت موجوده لكنها في حالة عطاله وكسل, فنشرت في ذلك الوقت أول مقالة لي بعنوان على ما أذكر" إشكاليات تنمويه " في جريدة الخليج التي تصدر في الشارقه, في غام1993 ومقالا آخر بعنوان "التنميه والبعد المنسي" ونُشرا في مكان لائق , تجربة جامعة الخليج العربي , تجربة أغنتني كثيرا, هناك تنوع في المجتمع البحريني , والتنوع  ثراء, إزداد إيماني بأننا شعب واحد, الطلبة البحرينيين  حريصون على الوقت وعلى الجهد وعلى المال  تقريبا أكثر من غيرهم من شباب الخليج , البحرين كينونة لايكتمل الخليج الا بها , عجبت لمن يسوق للتفريط بها أو إنتزاعها من لحمتها العربية الخالصة

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق