الاثنين، 9 مايو 2016

تحيُز الجامعة

كنت أشعر بهيمنة كلية الشريعه على باقي الكليات الاخرى في الجامعه وكانت شخصية رئيسها الدكتور يوسف القرضاوي تعادل شخصية رئيس الجامعه أن لم تكن تفوقها سلطه ونطاق نفوذ, ورئيس الجامعه اصلا الدكتور ابراهيم كاظم كان استاذا من جامعة الازهر ونائبه كذلك الدكتور جابر, فالجامعه كانت اشبه بمعهد ديني كبير , أكثر منها جامعه تضم جميع التخصصات ,    .وكان هناك ايضا قسم صغير للفلسفه وليس به سوى استاذ واحد على ما أذكر أسمه الدكتور "خليف" وقسم الاجتماع كذلك كان تحت رقابه لصيقه حيث ربط بقسم الخدمه الاجتماعيه, الذي كان تدريبا أكثر منه علم, في مجتمع كانت الدوله فيه في ذلك الوقت تقدم جميع الخدمات الاجتماعيه , فلم يكن إختيار هذا التخصص في حينه مناسبا إلا من أجل التقليل من دراسة نظريات علم الاجتماع ونظريات التغير الاجتماعي دراسة شموليه متعمقه , وسبق أن ذكرت كذلك عن تحيز الجامعه لجنسيه دون اخرى ولفكر دون آخر نظرا لهيمنة كلية الشريعه , الكليه الأم في الجامعه.و هناك ايضا قسم جغرافيا يخرج مساحي خرائط. بالاضافه الى التخصصات العلميه المعروفه . لذلك كان علىٌ أن أضاعف الجهد لدراسة النظريات الاجتماعيه والفلسفيه بجهد ذاتي خارج نطاق الجامعه , حتى انني كنت استعير الكتب من المكتبه ولا أجد إقبالا من الطلبه على الاستعاره أو قراءة الكتب والمراجع كما شكا لي الاخ مسئول المكتبه . إستمتعت كثيرا بمادة الثقافة الاسلاميه  التي كان يدرسها لنا الدكتور حسن عبد الظاهر رحمه الله, حيث كان له أسلوب مميز , في حين أن الشيخ القرضاوي الذي كان يدرسها كذلك إلا أننا كنا قد تعودنا على اسلوبه لكثرة ما كنا نشاهده اسبوعيا حتى قبل انشاء الجامعه من خلال برنامجه التلفزيوني , وفي أخر فصل لي في الجامعه , سمعت عن دكتور قطري قد إنضم الى كلية الشريعه وأسمه عبد الحميد الانصاري , الذي اصبح عميدا للكليه فيما بعد والذي أثار قضايا لم تحتملها الكليه والجامعه كذلك , فنٌحًي عن منصبه بعد ذلك. كما سمعت ,كانت رئاسة الجامعه مرتبطه مباشره بمكتب سمو الحاكم الامير الشيخ خليفه بن حمد في ذلك الوقت . لم تستطع الجامعه منذ ذلك اليوم وربما الى الآن من إيجاد فكر نقدي لدى طلبها , بقدر ما اوجدت موظفين لم تزدهم الشهاده سوى راتبا وظيفة ومنصب, لذلك بالمقابل لم نرى ولم نسمع عن اساتذه جامعيين قطريين على مستوى إخوانهم من أبناء الخليج.فبدلا من ان تكون الجامعه مصدر إشعاع فكري , كانت مصدر لإعداد موظفين وليس متخصصين ولاحتى تربويين , مع مراعاة بعض الفروق الفرديه والامكانيات الذاتيه لدى البعض .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق