السبت، 15 يوليو 2017

ماذا سيخسر العالم لو "تخاذل" عن نصرة قطر؟




 كيف يمكن مقاربة هذة الأزمة ؟ هل يمكن مقاربتها مقاربة قبلية كأزمة وعي , أم مقاربتها مقاربة بعدية كحالة وعي بعد الأزمة؟أنا اعتقد ان  هذة الأزمة هي ثمرة لوعي زائف  خيم على المنطقة منذ عقود طويلة , وعي زائف تشاركت الانظمة مع الشعوب في نسج  خيوطة  وأمتد به خيط الرجاء حتى إنقطع.ليس امامنا اليوم الا حساب الخسارة وليس هناك مجالا للتحدث عن الربح  وبالمعنى الاوسع خسارة  دول مجلس التعاون جميعها  ,  وسؤال الخسارة تاريخيا يبدأ من تكلفة هذة الخسارة على العالم, وقد سبق وصاغ الداعية الاسلامي أبو الحسن  الندوي سؤالا عن مثل هذة التكلفة بعد أن عايش فترة تدهور العالم الاسلامي وهو"ماذا خسر العالم بإنحطاط المسلمين؟" الآن نعيش مرحلة إنحطاط واضحة للعيان في خليجنا وماهذه الازمة الاخيرة إلا إنفجارا لمكونات   الوعي الزائف الذي كان سائدا ورائجا  في العقود السابقة . وحتى يمكننا مقاربة الأزمة من هذا الجانب , لابد من الاشارة إلى أن ثلاث دول خليجية إذا استبعدنا مصر لأنها ليست من دول الخليج مقابل دول خليجية واحدة وهي قطر قد يبدو للعيان ان الخسارة ستكون أقل تكلفة لو تم التضحية بدولة في مقابل ثلاثة دول من وجهة نظر العالم  ولكن الحقيقة التي يبصرها كل ذو وعي وإدراك  وتتبع لمسيرة قطر  خلال الثلاثة عقود الاخيرة سيطرح سؤال قطر وخسارة العالم لها لو تخاذل عن نصرتها ولي هنا بعض الملاحظات:

أولا:لم تصل جميع دول الخليج العربية  على وجة الخصوص الى مستوى الدولة الوطنية ,فنحن هنا نتحدث عن  دول تشترك جميعها كونها تحت خط الدولة الوطنية.

ثانيا:  قطر تبدو الأقرب  الى الوصول الى مستوى الدولة الوطنية من غيرها من الدول الثلاث , لذلك ستكون تكلفة العالم لخسارة هذه المنطقة أكبر  لو لم يساند قطر .

ثالثا:قطر أقرب لانها لاتمتلك  سجناء رأي في حين جميع  سجون الدول الثلاث فيها العشرات من سجناء الرأي.

رابعا: مساحة الحرية المتاحة  في قطر لإبداء الرأي أكبر كثيرا من المساحة المتاحة لشعوب الدول الثلاث , هناك مطالبات في دولة قطر مستمرة  بقيام الدولة الدستورية من خلال الصحافة ووسائل الاتصال  الاجتماعي  دونما تعرض اصحابها للاعتقال.

خامسا: أسماء سجناء المطالبة بالمملكة الدستوريه او بالدولة الدستورية في دول الحصارالثلاث من القامات المدنية واساتذة الجامعات  كثيرة لعل أشهرهم في السعودية بالذات الشيخ عبدالله الحامد وفي الامارات بن غيث وفي البحرين نبيل رجب.

سادسا:قطر ليس لديها اشكالية في انتقال السلطة  مستقبلا لطبيعة  مجتمعها  المتجانس الى حد كبير ومستوى المعيشة المرتفع مقارنة بالسعودية والبحرين بوجة أخص ووضوح الرؤية عند العائلة الحاكمة على الأقل في المستقبل المنظور,مقارنة  بحالات التعسر التي نشهدها اليوم في السعودية  والى حد مشابه الامارات وبالاخص ابوظبي.

سابعا:قطر ستستضيف كأس العالم 2022 وهو حدث عالمي واستطاعت بدبلوماسيتها  وبقواها الناعمة ان تظفر بهذا المكسب العالمي التاريخي  وهو انجاز رغم كل شىء ورغم كل اعتراض , لذلك مسؤولية العالم اليوم كبيرة  بالوفاء  بإلتزاماته نحوها خاصة وإن سجلها أنظف من سجلات الدول الثلاث فيما يتعلق بحقوق الانسان  وخلوه  تماما من تعذيب وسجن واعدامات .

ثامنا:قطر اكثر التزاما للقانون في قراراتها فيما يتعلق بالسجن او الطرد وهناك حالات فردية وجماعية  تبرهن على ذلك فلايسجن  فرد الا بإدانة ولا يطرد آخر الا بإدانة وحكم يصدر من محكمة مختصة  بينما   لاقانون  ولا حكم يصدرولاحتى تهمة توجه ليس هناك سوى زوار الفجر والغياب المفاجىء.

تاسعا:قطر ليست دولة ديمقراطية  حتى الآن ولديها أخطاء لكنها على استعداد للجلوس والحوار وهذا هو منطق العالم المعاصر بينما الاخرون  ينطلقون من منطلق  دولة الاستبداد التي يريدون لها أن تستمر وتسود  فتكلفتهم على العالم كبيرة جديدة والوقوف الى جانبهم  كارثة بحق الانسان وأجياله.

عاشرا:ليس في سجل  من ارتكب الاحداث الارهابية الكبرى  من 11 سبتمبر الى تفجيرات  افريقيا الى  تفجيرات اوروبا اسم لقطري واحد, ولاعضوا ناشطا في احدى التنظيمات الارهابية كالقاعدة او داعش  او غيرهما.

أحد عشر:الاعلام قوة قطر الناعمة , الجزيرة رغم تحفظاتي السابقة عليها إلا انها أصبحت قضية إنسانية لايستطيع العالم التفريط بها , قيامة هذة الدول الثلاث والرابعة مصر عليها دلالة على ضعف  هذة الدول وهشاشتها , تهمة التحريض لاتصبح فاعلة مالم  يكن لها مبرروأرضية  تجعل منها  روشتة حقوق  ووسيلة مطالبة بحق مغتصب أو مسلوب.

سيخسر العالم كثيرا لو لم ينتصر لقطر وهو منتصر  لها بإذن الله لأنها الأقرب الى العودة الى الصواب والأقرب الى الدولة الدستورية والأقرب الى نبض الشعوب

هناك تعليق واحد: