الاثنين، 5 نوفمبر 2018

خطاب الأمير و"أخلاق الواجب"


 

خطاب سمو الامير في افتتاح الدور السابع والاربعين لمجلس الشورى, كان خطاباً شاملاً ومطمئناً في نفس الوقت  لوضع الدولة واستكمالها لمسيرتها التنموية رغم  مرور سنة ونصف على الحصار الآثم, هنا أريد فقط أن أسلط الضوء على فقرة هامة جاءت في خطاب سموه حفظه الله  وهي الفقرة المتعلقة بالانسان  ومحوريته في عملية التنمية رابطاً ذلك  بضرورة تطور القيم والاخلاق , يطرح سمو الامير فكرة عظيمة حول فلسفة الاخلاق ,بعد سقوط مريع  للاخلاق وللقيم  منذ ماقبل  بدء الحصار حتى اليوم , لم تشهد المدونة الاخلاقية للثقافة في الخليج كالذي نعايشه اليوم مع الاسف, كان المعوَل  في السابق على الدين  وبأن الاخلاق مبنية على الدين , لكن كيف نفسر  سقوط من يدعي التدين ويحمل لواء الدين؟كيف نفسر من يحور الاستبداد الى عدل  والاخلاق الى  رمي المحصنات, كيف نفسر كل هذا القبح ونحن  ندعي التدين , إذن  لابد من مقاربة  الاخلاق من منظور آخر وهو مادعا اليه صاحب السمو وهو الالتزام بأخلاق العمل, أخلاق الواجب , الاخلاق التي تُطلب لذاتها, الاخلاق التي هي جوهر كينونة الانسان,  فقيمة الانسان مرتبطة بتصرفه اخلاقياً وفقاً للواجب كما يقول "كانط",وكأن سمو الامير يطلب  من أفراد مجتمعه أن يتصرفوا وفق ما يطلب منهم واجبهم الاخلاقي , لاكردود أفعال لما يفرضه عليهم الغير , وحتى إن كان هذا الغير يزج بالدين ليبرر ما يفعله أو يقوم به.قيمة الفرد  في أن يكون سلوكه موافقاً  لما يريد أن يكون سلوك الاخرين معه عليه.هذه في إعتقادي نقطة مهمة جداً في خطاب سموه , الدولة بحمد الله تجاوزت الحصار فعلى المجتمع  اليوم تجاوز ثقافته,  الخطورة في أن ينتهي الحصار وتبقى ثقافته , لذلك  موضوع الاخلاق والقيم  الذي اشار اليه سموه في منتهى الاهمية,ثم أن هناك  نقطة أخرى أيضاً هامة يحب الاشارة بعد ماعصف بنا أخلاقياً ماعصف  وهو أولوية الاخلاق على الدين "جئت لأتمم مكارم الاخلاق", فلانعتبر بتدين الشخص قبل أن نعتبر بخلقه, أخلاق الواجب  كما جاء بها "كانط" تضمنها خطاب سمو الامير , أيضاً الذات الاخلاقية التي تكلم عنها "كيركغارد" التي تسبق الذات الدينية  كشف عنها خطاب سموه حينما بنى الاخلاق على العمل  فالتدين  إيمان ينعكس على شكل أفعال وأعمال.

كذلك كانت إشارة سعادة رئيس مجلس الشورى الى أن المجلس يبحث في إيجاد وسيلة للتواصل مع المجتمع بحيث يستطيع أن يكون همزة وصل فاعلة بين المجتمع والحكومة , تندرج هذه أيضاً  ضمن مايسمى بأخلاق الواجب  التي تُطلب لذاتها لتكتمل معها كينونة الانسان  ويشعر معها بإكتمال تدينه كونه أخلاقياً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق