الاثنين، 17 فبراير 2020

المثقف "الزئبقي"



هو نمط علائقي تماماً كالذي  يركض وراء الحافلة وهي تمشي  ليتعلق بها  ثم يجد مكاناً للجلوس في داخلها,نشاهد ذلك كثيراً في البلدان كثيفة السكان في العالم الثالث, لكن يجب أن نفرق أولاً بين المثقف الزئبق  والمثقف الذي يغير قناعته بعد مراجعات,  الاول لايحمل قناعات هو  إناء فارغ يمتليء بالموجود  حسب الظروف ويتشكل بالتالي طبقاً لما هو متوفر, بينما ألاخر لديه قناعات قد تتغير أو تتطور كإمتداد لهوية ثقافية قابلة للتغير مع تغير الزمان والمكان.

الزئبقية حالة سيولة مستمرة ,  في الفكر يمكن التعامل معها  انطلاقاً من أصالة الفكر , لكن في الانسان من الصعب السيطرة عليها مع بقاء الانسان أصيلاً في وجوده,المثقف الزئبقي  ليس أصيلاً كوجود  هو شكل من اشكال العلائقية كما ذكرت , تراه في الامام مرة, وفي المؤخرة مرة أخرى , وتدفع به ظروف خاصة ليكون الوطني الاول , ثم يوضع خلف الستار فترة أخرى , ليعود عند الحاجة , مهاجماً تارة , ومهادناً تارة أخرى حسب الطلب , المثقف الزئبقي لايأبه للمجتمع لأنه حالة زئبقية بلا جذور , وجوده زائف لأنه لايستطيع الوقوف بذاته كمثقف  له رأي ومبدأ , لذلك تراه ملكياً أكثر من الملك , لن تجد أحداً من أبناء الوطن المتجذر من هذا الصنف الا ماندر , مثقف الوطن يخاف على وطنه يمتلك رأياًوناصحاً للقائمين عليه , المثقف الزئبقي يتمنى أن تبقى الحالة الزئبقية التي أنتجته  الى ما لانهاية , لأن الثبات  يفقده الحركة حيث لا أرجل أو أقدام له , كثيرون تراهم اينما ذهبت  من الداخل ومن الخارج الايام تكشف بعضهم والمواقف تعري البعض الآخر   والآخر الثالث صنيعة من عجين الرسم  يمكن اعادة الى اللاتشكل مرة أخرى, المثقف الزئبقي حكاية  وسردية تبدأ من القفز في الحافلة الثقافية الى القدرة على تبوأ مكان القيادة فيها  ولكن الى مستقبل زئبقي قد ينتهي بالتلاشىء  حيث فاقد الجذر  لاتجري به الأرجل مهما  سار أو ركض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق