الأحد، 16 فبراير 2020

مثقف "الصالون"


 

مثقف الصالون  يحمل شهادات ويكتسي أفضل البدلات والثياب  شكله حسن  مهندم ,دائم الابتسامه أنيق ,يعشق قاعات الفنادق  والمحاضرات خلف الأبواب المغلقة  أفضل من المثقف "الايقونة" فبينما تكتفي الايقونة  بالشكل والرمز يمارس مثقف الصالون النشاط الثقافي يعيش جمال ذاته إنعكاساً على الواقع , الواقع ليس سوى صالونه , السُلطة في ذهنه تحتاجه  لأنه أحد تمظهراتها  سواء يعيش في كنفها ,أ أو على تخومها,أو حتى إستشعاراً لها يكتب كثيراً لكن لايقول شيئاً,  يظهر كثيراً لكن لايُعطي إنطباعاً , يزاحم المجتمع  ليس إنغماساً في أو جاعه وإنما  بحثاً عن مايرضي نرجسيته , يحب التصوير يزهو بالصورة يستمتع بملاحقة الفلاشات , كل ما يعمله إنجاز , مايقوله حكَم,  هو نتاج لمجتمع الريع  فهو مُعطى  وليس تراكم زمني , ناجح في مجتمعه"الصالون" كألحان كمال الطويل ومحمد الموجي لعبدالحليم  "على قد الشوق" صافيني مرة وجافيني مرة "التي لم تصل الى عمق المجتمع بل بقيت حكراً على الصالونات  في حين وصلت ألحان بليغ حمدي لعبدالحليم التي تشبعت بروح الحارة الشعبية وبساطة الكلمة مثل"جانا الهوى" وزي الهوى" وحاول تفتكرني " وعلى حسب وداد قلبي يابوي".الى القاع الاجتماعي وحملت همومه فانتشرت واحبها وتفاعل معها الناس حتى اليوم

مثقف "الصالون" جميل  لكنه يطفوا فوق السطح  لايلامس أوجاع المجتمع ولايحكي قصص الفرجان والحارات الشعبية,الخطورة حينما يتطابق الصالون ونرجسية المثقف صاحبة حينها يصاب المجتمع بزكام وصداع وفهو لايستطيع التعايش معه ولا يستطيع أن يعترض عليه  من باب الحرية الشخصية  فلا أصحاب الصالون يستحملونه ولا من هم في خارج الصالون يطيقونه لأنه لايصل إليهم بقدر ما يسببه من صداع لهم.

هناك مثقفون رائعون كانوا في السلطة لكن في كتاباتهم إنحازوا الى المجتمع وأوجاعه , الدكتور علي فخرو  وغازي القصيبي وغيرهم ,الثقافة ينتجها المجتمع  وغير ذلك فهي صناعة صالونات مغلقة ومثقفها مثقف صالون غرفتين وصالة وحَمام.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق