الاثنين، 17 فبراير 2020

المثقف "الطرثوث""


"الطرثوث"نبات صحراوي طفيلي يعتاش على جذور بعض النباتات الأخرى ليس له أوراق له ,ثقافياً "الطرثوثية"حالة تنشأ حين تبدأ المؤسسة أو السلطة في صناعة المثقف من الألف إلى الياء, تنتشله من القاع , قد يكون بلامأوى فتوفر المأوى له, بلا هوية فتعطيه هوية , بلا إسم فتخلع عليه إسماً , بلا وجود إجتماعي  فتلبسه بشتاً إجتماعياً يطوف به  أنحاء المجتمع, هذا اليتم يتحول إلى ثقافة  ملتصقة بالمؤسسة سواء كانت عسكرية أم سياسية أم إجتماعية, ثقافة اليُتم هذه تجعل منه مثقفاً حاداً  ومطيعاً , يحفظ دوره كما يحفظ النشء القران الكريم , يؤدي واجبه كما يؤدي المؤمن صلاته, مخلص للمؤسسة بكل عماء كما يخلص المرء لوالديه, يدير المنصب بعسكرية فذه, لايستطيع أن يقول لا , أو أن يقول رأياً لأنه لايمتلك رأياً من الاساس , لايدرك مايعتمل في المجتمع بقدر مايدرك الأوامر الذي تأتيه , عقليته عسكرية يدين لمن أنقذه من حالة اليتم الاجتماعي فقط, هو عجينة صنعتها المؤسسة او النظام عسكرياً كان أم مدنياً , هو ليس زئبقياً لأنه لا يمتلك سوى شكلاً واحداً , لايستطيع أن يتغير , هل تذكرون صحيفة "البرافدا"  السوفياتية هي مثال واضح على المثقف الذي تخرجه المؤسسة من حال الى حال  فيعتقد أنه يمثل الحقيقة في المجتمع ومع الوقت ربما يعتقد أنه الحقيقة ذاتها, هو نتوء للمؤسسة والنظام  لاأكثر  تجد ثقافته ببغاوية  بشكل واضح يردد بدون ان يدرك مايقوله , هذا المثقف بالضبط مثل قطعة السلاح التي إذاما  قدم بها العهد   استبدلت أو رميت في المخازن , أخطر ما تقوم به المؤسسة أو السلطة أن تخلق مثقفاً من هذه الحالة "الطرثوثية" فتستغل حاجته الماسة  للإعتراف المجتمعي ليصبح أداة أو مايكروفوناً لها ,ما أكثر ماعانت مجتمعاتنا من المثقف الطرثوث الذي يجري وراء الجزرة محاولاً الإمساك  بها  ولن يتمكن من ذلك , لأنه كوجود لابد له من علاقة يكون فيها تابعاً ومأموراً  , مقلداً لا يتأبطُ رأياً ولا يحمل فكراً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق