الثلاثاء، 6 أكتوبر 2020

مشاريعنا وتعليب الانسان

زرت منتجع سلوى, مشروع جميل وعظيم , كنا نأتي اليه والى منطقة الخرايج حوله في رحلاتنا الشبابيه ونستمتع بالهواء والبحر والفضاء الشاسع الجميل , كذلك منطقة "بروق" وساحل دخان وزكريت , سمعت مشاريع سياحية ضخمة ايضاً ستقام في بروق وفي فويرط شمال قطر وفي أماكن اخرى في وطننا الجميل , لاأعترض على إقامة مثل هذه المشاريع , لكنني أشعر أن هناك اتجاهاً غير مقصود في تعليب الانسان الفرد وخياراته,عندما كنت في منتجع سلوى كان هناك شبكاً ممتداً منه شمالاً الى ربما مالا نهاية وكأن زواره يأتون الى علبة سردين بعد أن كان ساحل البحر فضاء واسعاً يمثل لهم فضاء الحرية والحركة, جميل ان نقيم المشاريع على شواطئنا الجميل ولكن الاجمل ان تبقى هناك مساحة من الحرية يستطيع من لايحتمل الثمن ان يرتادها بأمكانيته المحدودة كما كنا نفعل ذلك في السابق , بروق وفويرط غداً وسيلين قبلهما مشاريع ضخمة لكن الانسان يشعر بوجوده في الحرية وليس في التعليب , أهل قطر مجتمع بر وبحر , كنا نتوق الى الخدمات في السابق في مناطق التنزه البرية والبحرية واليوم ولله الحمد توفرت هذه الخدمات ولكن بشكل حملُ ثقيل لايطيقه المواطن متوسط الدخل ناهيك عن غيره الذي يبحث أصلاً عن فضاء حر في بلد كله ساحل الاقليلا, نحن هنا نتجه الى شمولية في تضاد مع توجهات الدولة ومساحة الحرية التي تعطيها من خلال اعلامها للداخل قبل الخارج , فكل مشروع من هذه المشاريع الجميلة سيمتد نطاقه الجغرافي للمنطقة التي حوله , وسيصبح الإنسان أمام خيار واحد لاغير ",تدفع والا أجلس في منزلك "أقيموا المشاريع هذا شىء جميل جميع لكن إجعلوها في متناول السواد الاعظم من المجتمع, أقيموا المشاريع هذا شى جليل لكن إتركوا مجالاً للطبيعة السابقه على كل مشروع , الجميل في المبنى لكن الجليل في الطبيعة, من حق المواطن أن يشعر بالجميل في المشروع وأن يشعر بالجليل الذي يحمل ذاكرة الاجيال في وطنه, أرجو أن تكون مشاريعنا مشاريع خيار تقدمه الدولة وليس مشاريع تعليب يشعر معها الانسان أنه رقم سري لبطاقة دفع ممغنطة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق