السبت، 10 أكتوبر 2020

الأمير بندر والدولة العميقة

تمثل مقابلة الامير بندر على قناة العربية مثالاً واضحاً لمنطق الدولة العميقة , وليس لمنطق السفير والخبير والمستشار القومي, إندرج بوضوح ضمن اليات إنتاج المعنى ليس من خلال تجربته كفرد كما يحدث في دول العالم المتقدم حيث للإنسان تجربة ذاتية ينفرد بها ورؤية خاصة تتفق او تتعارض مع رؤية النظام أو الدولة بقدر ماهي استجابة واضحة لمنطق الدولة العميقة الشمولي ,ولوكان الأمر متعلقاً بشخص آخر لايحمل ألقاباً أو كان موظفاً عادياً أو أميراً كبيراً فالأمر سيظل سيان لأن هذا المنطق تنتجه الدولة العميقة وتنطق به ,آلياتها سواء أفراد أم حكومات لذلك هنا الالقاب لاقيمة لها البته , سفير , خبير , داهية السياسة, كلها حمولات لجوهر واحد هو جوهر الدولة العميقة, منذ أن اُعلن عن المقابلة في تلفزيون العربية أدركت أنها لن تخرج عن نطاق منطق الدولة العميقة , لم يتحدث عن الفجوات التي كانت موجودة ضمن الاحداث التي تكلم عنها ,وإنما هاجم لم يمارس نقداً ذاتياً لنظامه والذي فشل كثيراً وسيق كثيراً الى حيث يشاء الاخرون , خاصةٌ أن تقلد عدة مناصب وأُبعد من منصب لآخر , حساسية المناصب التي تقلدها تفرض علية رؤية اكثر موضوعية , ماقاله يستطيع أي صحفي مبتدىء أن يقوله , فالشكوى من الفلسطينيين وخصومتهم مع بعضهم البعض أومع الآخرين ليس سوى عرض من أعراض مرض الدولة العربية الاشمل بعد الاستقلال وبعد قيام الدولة الصهيونية وانعكاسات ذلك على الاجزاء ولا أبرر هنا لأحد ولكن أوكد أن الأمر اصعب كثيراً من محاولة الفرز بين ذات وموضوع "ذات وهي الدول العربية "وموضوع هو "القضية الفلسطينية" حيث أن الفلسطينيون جزءاً كذلك من الذات العربية , , أما عن قطر توقعت أنه سيُعلي بخطابة قليلاً عن مستوى الذباب السعودي الذي أصبح الجميع يحاربه بما فيهم دول الحصار لدنو الاسلوب وهشاشة ووضاعة الطرح نظراً لخبرته وما سبق إسمه من توصيف والقاب إلا أنه سقط بين "القراد والجمل" وهي سقطة يترفع عنها جل الذباب الالكتروني ولم يصلوا الى عمقها المتدني السحيق بعد , سيصفق له الكثيرون هناك وسيصفونه بالداهية الخبير والمستشار الاستراتيجي الخبير في السياسة الدولية , ولن يدركوا أنه ليس سوى صوت الدولة العميقة وصدى التكتل التاريخي الاصم الذي يعجن الفرد بأسنانه ويدوس الحرية بأقدامه ويمتهن الانسان إذا لم يصغي الى منطقه بقطع حبل الاوكسجين اللازم لحياته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق