الجمعة، 15 أكتوبر 2010

تعليق على رد الاستاذ محمد الخليفى حول موضوع مجتمع بلا قضيه

اشكر الاخ محمد الخليفى على  تعليقه المستفيض على  مقالى مجتمع بلا قضيه  الذى نشر فى مدونة نحو مجلس تشريعى منتخب واعتقد ان الامر لايتعدى كونه مساحه "ما " بين اليأس   وحماسة الامل . انهيت   مقالى بنوع من اليأس  وانتهى تعليق اخى محمد بنوع من الحماسه الشديده جرى فيها بعض الخلط  وللتوضيح اقول:
اولا:  القضيه المحوريه فى اعتقادى  هى ام القضايا فى المجتمع  وضربت بها مثلا  فى العالم العربى كقضية الاستقلال  وقضية الحرب فى 6 اكتوبر وقضية فلسطين  اذا كانت لاتزال كذلك ,هل يستطيع اخى محمد   تحديد قضيه محوريه واحده لمجتمعنا االقطرى يتفق عليها المجتمع شبه اتفاق كامل بمعنى ان تصبح هاجسه  ويمتلك ازاءها فاعليه ايا كانت .
ثانيا:يذكر اخى العزيز محمد  مراحل التمييز فى المسأله وهى مستوى الوجود ومستوى الوعى ومستوى العمل   وفى اعتقادى ان القضايا فى مجتمعنا تختزن فى مرحلة اللاوعى و اللاشعور بعد وصولها الى مرحلة الوعى ولكن لصعوبه البقاء فى هذا المستوى  دون فاعليه او امكانيه للانتقال الى مرحلة العمل لاسباب عديده تنكص ثانيه الى اللاوعى وتبقى هناك وتسبب الاما  كلما رجع طارف منها الى الوعى. اما مستوى العمل  فلم يتبلور  ما يمكن ان نسميه طلبا فعالا على اى قضيه انا هنا لااتكلم عن الاسباب وانما اقوم بالتوصيف.


ثالثا:   يضرب اخى محمد  بامثله "لقضايا "فى المجتمع كالدعوه لمجلس تشريعى منتخب  وينسى ان الدعوه لم تأت  من المجتمع وانما من القياده اصلا وكل ماكتب كان بعد عمليه التجديد للمجلس السابق  ولقد كان من الممكن تصورها كقضيه  لو ان الطلب على الدعوه كان فى حينه  ليعطى مؤشرات اخرى اما الخلل السكانى فهناك وعى به  لانه يتجسد عيانا يوميا ولكن لم يتجسد اتجاها  بعد ليصبح قضيه  ستقول لى الاسباب كذا وكذا شى اخر  بمعنى  ان مستوى العمل الذى تكلمت عنه والذى ذكرته انا فى المقال  حيث تصبح جميع  ادوات  واوصال المجتمع فى وضع ايجابى للتفاعل معه  هو المحك والا سيعود الوعى بذلك الى اللاشعور وسيستكين هناك الا ان يقضى الله امرا كان مفعولا.
وجميع الامثله الاخرى التى ذكرت  كالغلاء وازدحام الشوارع والمال العام كلها  مشروع قضايا مجتمع  ولكى تكون احداها  محوريه  يجب ان تحظى باولويه وتستقطب الوعى العام   وان ينقذها من العوده الى اللاشعور  او اللاوعى  اسلوب من العمل .


رابعا:تكلم  الاخ محمد عن حركات التغيير والاصلاح التى يقوم بها الافراد والجماعات واتسائل ماهى  هذه"الحركات"  فى مجتمعنا  هل كتابة مقال حركه اصلاحيه  اونشر تحقيق  او حتى المطالبات الخطيه  حركه اصلاحيه كان من الاجدى   استخدام كلمة مطالبات.  وكما ذكرت يااخى العزيز  الوعى موجود ولكنه فى اللاشعور.  وطبعا سيقف اى نظام  فى وجه اى وعى جديد قد يغير من مواقعه لاجديد فى ذلك ياسيدى وهل هذا مبرر كاف   .


خامسا: انا ذكرت الكتابه بالذات  لماذا لانها المعول عليه الاكبر  فى مجتمعنا حيث لايوجد منبر اخر  واعتقد ان الكتابه هى ايضا يجب ان تتحول الى قضيه  لو امن  بها المجتمع  وبأهميتها  لامكن ان تنقل قضايا الى مرحله رد الفعل  وانت كاتب وتعرف  مكانة الكاتب فى مجتمعنا ونظرة المجتمع له   وكم هى متذبذبه وليست حياديه بل ومرتبطه بترمومتر الحكومه .


سادسا:  اردت بمقالى ذلك اعادة الكره الى المجتمع  لانه الوحيد الذى يستطيع ان يقول انه صاحب قضيه وان يعبر عن ذلك  بنفسه وهاهو تعليقك  يخرج صيحتك من اللاشعور  الى الوعى ليؤكد ان للمجتمع قضيه. ويبقى بعد ذلك ما العمل؟ تحياتى لك

هناك تعليقان (2):

  1. ما قريت ارقى ولا اجرأ من هذا الرد القوي السديد
    الحمدلله ان عندنا كتاب في مصاف الكتاب الكبار العرب

    ردحذف
  2. نعم المجتمع بلا قضية ما دام المجتمع بلا قدرة ولا امكانية. هنا المجتمع نفسه ماله وجود حقيقي وكل معالمه مشوهه او متخيله .. كل مؤسساته وقوانينه واعلامه وثقافته وهويته.. كلها تغدو غير مكتملة وغير حقيقية .. لانها غير فاعلة

    ردحذف