الأربعاء، 13 أكتوبر 2010

العصر لا النظام التعليمى

  العصر لا النظام التعليمى
الانتقال من التوصيل الى الاتصال
عبد العزيز محمد الخاطر
انا اعتقد ان نظرتنا الى النظام التعليمى السابق كنموذج عند المقارنه بما يعصف به اليوم من تغيرات فى جميع اوصاله ومكوناته بدءا بالمدرسه الى الطالب حتى الاستاذ , والتحسر على ذلك النموذج السابق وتلك المدرسه وذلك الاستاذ وذلك الطالب خاصة وان المخرجات اليوم فى معظمها لايمتلك ذلك العمق فى اى مجال كما كان سابقا حتى فى اللغه ذاتها وهى اهم مركب وطنى يلتصق بالهويه. مثل هذه النظره هى جزء من النظره التقديسيه للماضى ككل وهى فى حد ذاتها ليست شموليه لان التغيرات لم تطرأ على النظام التعليمى فقط وانما هى عصفت بجميع الانظمه حتى بالدوله ككل والنظام اى نظام جزء من الدوله. عملية النقل التى كانت تقوم بها المدرسه بواسطة الاستاذ جرى الاستغناء عنها الى حد بعيد والمتلقى ذاته" الطالب" اصبح متفاعلا اكثر منه متلقى وبناء المدرسه جرى الاستغناء عنه بالواقع الافتراضى او حتى بالصفوف المتنقله والمتحركه وثقافة الماضى جرى تفكيكها وا دراجها كأجزاء تتفاعل مع بعضها البعض لتنتج منتوجا جديدا . التقدم فى وسائل الاتصال فكك من النظام التعليمى ومكوناته بشكل جعل من الاتصال ركيزه اساسيه بدل التوصيل والنقل اللذان كانا ركيزه النظام السابق. اصبحت السبوره والدفتر والكتاب شى من الماضى. الزمن نفسه تغير النظام السابق كان يعتمد على المده الطويله فى عمليه ترسيخ القيم والاتجاهات , لم يعد هذا محتملا اليوم واصبحت الامور تؤخذ كجرعه دوائيه سريعه وهشه . طبعا لايمكن اخفاء الطابع المادى على ثقافة العصر لذلك اصبح المدرس القديم بقيمه والمدرسه التى تمجد التمسك بالعادات عن طريق طابور الصباح شى من الماضى تجده فى متاحف التعليم الحديث ومعارضه.
المشكله تأتى من تغير القيم فى الاساس اكثر منها تغيرا فى شكل المدرسه او فى زى المدرس اوالطالب. لم يعد توصيل المعلومه مشكله فقلت بالتالى اهميه المدرس واصبح الاتصال الافقى هو المسيطر فظهرت حاله من التعادل ففقدت المدرسه والمدرس ميزتهما وهى امتلاك المعلومه تاريخيا للمدرس وجغرافيا للمدرسه و مع ذلك انا اعتقد بانه من الضرورى جدا للمجتمعات المتحوله من نظام التوصيل والتبليغ الى نظام الاتصال الافقى, ان تهتم بالمدرسه وتعمل على تطويرها بالرغم من كل ما حصل من تطورات اتت على النموذج القديم لسبب بسيط وهو اننا لم نشارك فى صياغة هذا النظام الجديد الذى اعتمد الاتصال بدل النقل والتوصيل وانما هو من اجتاحنا اجتياحا فى حين ان النظام القديم بمدرسته ومدرسه وطالبه كان يعتمد نقل الموروث الثقافى للبلد وقيمه عبر سنين ليصيغ الشخصيه ويميزها عن غيرها وهى خاصيه فتكت بها الثوره التكنولوجيه والرقميه ايما فتك حتى اصبحنا فى عصر الانسان العالمى لولا تمايز البشره واللغه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق