الجمعة، 14 يناير 2011

البنيه السرطانيه للسلطه العربيه


 السلطه العربيه ليست واحده  رغم ان الجميع يمارسها , العامل الرئيس فى رسم ملامحها  وطبيعتها هو  نصفها الاخر  او ملعبها اى الشعب الذى هو محل ممارسة السلطه  هى تعمل فيه وهو يعمل فيها , تبدأ السلطه بوعود براقه وتنتهى  بسم زعاف يحمى محيطها الاستراتيجى  ومجالها الحيوى. نموذجا السلطه العربيه  القائمه اليوم هما النموذج العشائرى المعاصر والنموذج العسكرى الجمهورى, كلاهما له بنيته  وكلاهما يسعى للبقاء ما امكن ويبقى الاختلاف فى مدى انغراسهما فى بيئتهما, الطبيعه العشائريه اشمل  فى ذلك  ولذلك تجد استقرار الانظمه العشائريه اكبر وضوحا لطبيعة المجتمع ذاته  كما يظهر ذلك فى الطلب المستمر على التوريث من جانب السلطه العسكريه الجمهوريه وهى النموذج الاخر  لشكل السلطه العربيه وهنا اود ان اشير الى عدة نقاط
1: ان السلطه العربيه  عموما سلطه ذات بنيه سرطانيه  تسرى فى المجتمع حتى تتمكن منه  تماما فيصبح هو فى حاجتها اكبر من حاجتها اليه
2: ان النموذج العسكرى اكثر اقصاءا  للغير من النموذج العشائرى  نظرا لاختلاف طريقة تسلمه للسلطه عن النموذج العشائرى المتواتر
3: فى حين ان من طبيعة السلطه العشائريه محاباة الاقارب  والمقربين  والمجتمع العشائرى  يقوم على ذلك اساسا  على امل منه ان يكون الجميع من العشيره فأن السلطه العسكريه تنشىء داخليا نظاما مشابها له تستولى فيه على  كل شىء  مما يجعلها جمهوريه قبليه  وماقام به بن على فى تونس  حاليا وما هو قائم فى مصر اليوم وفى العراق ايام صدام شاهدا  على "  اسرنة" النظام او عشرنته
4: ارجو ان لايعتبر هذا الكلام تبريرا  لاوضاعنا العربيه فكلنا فى الهم شرق وعامل الزمن فى النهايه يتجه نحو تفكيك  السلطه العشائريه كما العسكريه كذلك ولكن  تبدو التكلفه حاليا اكبر لدى الانظمه العسكريه الجمهوريه منها من الانظمه العشائريه  لامتدادها على مساحه اكبر  وتحكمها فى رقاب شعوب اكثر مع العامل الاقتصادى  الاقل وفره مما هو كامن لدى النموذج العشائرى الاخر
5: طالما ان النموذجين مرضى  تاريخيا  لان العصر تجاوزهما الا أن النموذج العشائرى يبدو انسانيا اقرب الى العصر لاحتضانه افرازات النموذج الاخر  الساقطه او الهالكه فأنظمة الخليج العشائريه يبدو انها سائره فى احتضان المزيد من جلادى النظام الجمهورى العسكرى العربى وهى بادره قدتكون ايجابيه لدى تلك الشعوب  فبأسرع ما يجد الجلاد  ملجأ فبأسرع ما يفكر فى الفرار وتخليص الشعب من براثنه.
6: يجب ان اشير بأن مثل هذا الكلام ليس على عواهنه  ففى فتره  ماضيه كان النظام الجمهورى  هو من يوفر الحمايه للهاربين من عنف النظام العشائرى والطائفى  والقبلى  انها ايام النظام العروبى الناصرى الذى التحم بجماهير الامه. فالعيب اذن ليس  فى النظام بقدر ماهو فى  وظيفته  ومن يمثله وارتباطه بأمته وجماهيره وتطلعاتها
7: اذا لم تتمكن الشعوب التى دفعت الثمن غاليا للتخلص  من انظمتها الديكتاتوريه من اقامه انظمه تعدديه  بحيث يصبح الثمن المدفوع مستحقا  وسقطت ثانيه  فى فجوة الوعود البراقه  وفى مقدمتها تونس التى ينظر اليها كمثال اليوم  فأن الكارثة ستتكرر   والاحباط سيكبر  وستصبح مجتمعات النموذجين العشائرى والعسكرى امام استحقاقات من جديد فى حين تكون الثروه الملطفه الناضبه قد نفذت  ربما او فى طريقها العاجل للنفاذ  فيتحول العالم العربى  كله الى جحيم  , وغنى عن التعريف ما لثروه دول الخليج من دور كبير فى الحفاظ وفى استمرار التعايش بين دول الجمهوريات العسكريه العربيه  وشعوبها والمحافظه قدر الامكان على  حمايه مكوناتها الداخليه من التبعثر حتى ان بعضها اتى على حساب اهل الوطن ذاته
8: الواضح مما حصل فى تونس  ان البطاله  ثوره كامنه  فهل ندرك ذلك  وارتفاع الاسعار  قنبله موقوته  وكلا النموذجين للسلطه العربيه لايستطيعان معهما ردا او اتقاء   ,فالحكومات هى فرضا  أو واجبا حكومات خلق وظائف ومكافحة التضخم  وليست حكومات القطط السمان او هوامير الصحراء
هل يعتبر اولى الالباب

هناك تعليق واحد:

  1. كلما قرات مقالك تبين لي شي خفي عني اول مره. اجد انك احسنت المقال وارى انه لكل نظام مساوئه العشائري والعسكري وكلاهما بينهما مشتركات كبيره وكلاهما متعامد على الاخر كما بينت انت الثروة هنا تدعم وتمول العسكري هناك وكلاهما وجهان لطامة واحدة وكلاهما يسد افاق التنمية والتقدم والاستقلال

    ردحذف