السبت، 23 أبريل 2011

تحول ثقافى أم تأثر معلوماتى؟

 
هل ما يحدث فى عالمنا العربى اليوم  نتيجة لتحولات  فى بنيته الثقافيه ؟ أم ردة فعل  غاضبه ومتأخره وقد تبدو إنتحاريه  فى مواجهة ظلم ,إستبداد طال زمنه  ووقته ؟  هل هناك مايثبت أنها فعلا نتيجة  لتحولات داخل  البنيه الثقافيه العربيه؟ تشكيلات الوعى السائد    هنا وهناك لما يحدث ,لاتشير الى انها فعلا  نتيجه لتحولات عميقه للبنيه الثقافيه العربيه, بالقدر الذى يمكن أن يشار اليها كونها تصدعات داخلها نتيجه ثورة الاتصالات  المعلوماتيه العالميه  واختراق الحدود والخصوصيات, بمعنى أنها أثرا  لإنسياب ثقافه عالميه أكثر منه  خصوصيه عربيه. هل فقدت  برك الإستنقاعات العقائديه دورها بأشكالها المختلفه؟ لايبدو الأمر كذلك وإنما العكس تماما ما نلحظه فى أزمة البحرين ,ثورة سوريا والحرب الأهليه فى ليبيا, لاتزال هذه البرك الإستنقاعيه العقائديه تزيد من إشتعال النيران وتصب الزيت على النار , ويتعامل العالم الغربى معها بذكاء وبما يخدم مصالحه, ورويدا رويدا تفقد الثورات بريقها  المدينى نحو وعى ريفى وقروى  تغذيه هذه البرك الإستنقاعيه العقائديه, لنرى كيف إستعمل الرئيس اليمنى  مصطلح "الإختلاط" وإستله من من هذه البرك الإستنقاعيه وأستعمله  ضد المظاهرات عليه وبأنها نوع من الإختلاط المحرم, لنستمع  الى التراشق بين أئمة سوريا والشيخ القرضاوى إسبوعيا حول جدلية الثوره  وبراهينها وشروطها من منطلق الدين لكليهما, لنعايش ما يحدث فى البحرين  وكل التفسيرات أو ربما معظمها من إستنتاجات البرك الاستنقاعيه العقديه  التى أزرت بالأمه  على مر العقود حول ثنائية سنى _شيعى , حتى فى مصر كان لتأثيرات هذه البرك دور فى بداية لإحتقان جديد داخل المجتمع أثناء التصويت على التعديلات الدستوريه الأخيره .كل هذه الشواهد تثبت أن ما يحدث فى عالمنا العربى ليس نتيجة حتميه لتحولات داخل البنيه الثقافيه العربيه و بقدر ماهو ردة فعل عنيفه على الاستبداد والظلم الذى طال جوره وعهده. لذلك أشك فى كون مايحدث يشكل تحولا إجتماعيا هيكليا , لصلاده البنيه الثقافيه العربيه وكونها عباره عن برك إستنقاعيه عقاديه. تكتسى بالجديد والمعاصر فقط, الثورات القائمه تثبت ذلك , هل يتصور العالم , اليوم , أن يفنى القائد شعبه كله لكى يبقى ويستمر أليس هذا بُعد عقائدى؟ هل يتصور العالم اليوم رئيسا يوجه أسلحته  لشباب شعبه العزل, اليس يعتبره ذاته عقيده بذاتها, كيف يمكن للعالم أن يقتنع  أن رئيسا  يلغى حكم الطوارىء علنا ليمارس ماهو أبشع منه فى الخفاء ما أمكن,هل هذا رئيسا منتخب أم الها يُرجى, يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء. هذه نماذج من البرك الإستنقاعيه العقائديه السياسيه , ناهيك عن الدينيه, والقبليه والطائفيه. عن أى تحول نتحدث  وعن أى مقارنة نتكلم,  لايمكن قياس ما يحدث فى عامنا العربى  مقارنه بما حدث فى  ويحدث فى عالم قد تجاوز الإستنقاع العقائدى إلى ثقافه مدينيه حديثه , كل ما فى الأمر أننا و معظم دول أفريقيا  على قدم المساواه  ثوره هناك وإنتكاسة بعدها , ديمقراطيه تتقدم خطوه لتتراجع بعد ذلك  . متفائلون نحن بزوال قبضة الاستبداد القويه  وبتأثر الاستنقاع العقائدى الموجود بما يحمله العصر من آليات  وإتصالات ولك سيبقى الأمر رهين المحبسين فى الآخر  الدين والسياسه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق