الاثنين، 18 أبريل 2011

الإحتفاء بالديمقراطيه , ثم السخريه منها



من يتوق الى إختفاء النزاعات  والشقاقات داخل المجتمع لايعلم بأنه يتعارض مع الحياه نفسها. إذاكان تحقيق الذات بالإبتعاد عن الحياه الإجتماعيه, أوفى تجاهلها, فنحن أمام ثقافه تشاؤميه إزاء الانسانيه برمتها. لم تأت  الديمقراطيه لمنع الإنقسامات المجتمعيه ولكن لمعالجتها. تحت الديمقراطيه هناك نضالات, من يحتفى بالديمقراطيه كوسيله لمحو الإختلافات والانشقاقات, سيسخر منها  بعد ذلك  لأنه إختار دواء لعرض لا دواء له أصلا ,كونه طبيعه بشريه  وجوديه.الإحتفاء بالديمقراطيه وسط ساحة مختلطه لايمثل فيها الشعب سوى مجموعه"ضغط" من بين سواه من"لوبيات"  يجعل من الديمقراطيه فى تناقض وربما تصادم مع  ماتحتها من نضالات إجتماعيه.فبالتالى يصبح الكفر بها وليس فقط السخرية منها ملاذا لابد منه. النضالات الإجتماعيه تعنى بتطور الأفكار داخل المجتمع مما يجعل الديمقراطيه عضوية البناء وليست ديكورا خارجيا فقط.سنسخر من الديمقراطيه حين لاتقيم معارضه شرعيه, سنسخر من الديمقراطيه عندما تعجز عن إستئصال الطائفيه والقبليه, سنسخر من الديمقراطيه عندما تؤبد الوضع وتقدس الاشخاص.سنسخر من الديمقراطيه عندما تسعى لإزالة الاختلاف, لا معالجته .وفى المقابل, سنحتفى بالديمقراطيه عندما تساعد على اتساع مساحة التعبير السياسى عن التناقضات,   سنحتفى بالديمقراطيه عندما تكون تعبيرا عن الاراده الشعبيه, سنحتفى بالديمقراطيه عندما تكون نتيجة للنضال الاجتماعى  , سنحتفى بالديمقراطيه عندما تكون"  قبليه"  أى ماقبل  صياغة المجتمع المنهك وليس بعد استكمال صك بيعه. الديمقراطيه ليس كاملة الأوصاف  ولم تكن كذلك أبدا ولكنها  الحيز الذى تتحرك فيه الطبقات والتكتلات والاتجاهات الاجتماعيه. فإذا تم استبعاد هذا الحيز وجرى الإحتفاء بالديمقراطيه بعيدا عنه, أقامت لها السخريه بعد ذلك موكبا وعويلا.

هناك تعليق واحد:

  1. و الله الواحد كفر بكل شيء حتى بالإنسان. و اصبح تحقيق الذات بالابتعاد عن المجتمعات أو تجاهلها حل براق و جذاب لأن (الجموع البشرية) إما تريد أن تلتهمك أو تتحكم بك.

    ردحذف