الأربعاء، 27 يوليو 2011

مجتمع مدنى من أجل رمضان أفضل



الخطاب الدينى كجزء من العباده ,لابأس به  لكن عندما يتحول الى ثقافه قائمه بحد ذاته  يصبح مشكله لأنه يريح الذهنيه ويركنها للكسل. لما فيه  من محسنات بديعيه وإنشاء وطواف بالماض وإنتصاراته ,فتخلد إليه  النفس وتبحث عن التغيير فى داخله وفى شكله  وإطاره "الخطاب "لا ان تتغير هى أى "النفس" لذلك تجد التجديد فى الخطباء من وقت لآخر من حيث الاسلوب والمظهر كذلك. القران جاء للعمل به أساسا لا لحفظه بدون عمل به,ثقافة الخطابه أعطت أولويه للحفظ على العمل بالكتاب . الدعوه اليوم تقوم أساسا على طريق الخطابه  أو الاسلوب الخطابى, مسلمى اليوم أعجز من أن يضربوا مثالا عمليا , كما كان فى السابق  حينما أنتشر الاسلام عن طريق المعامله فى آسيا وغيرها لذلك من الضرورى الانتقال الى ثقافة العمل والمعامله الاسلاميه من ثقافة الخطابه والخطيب.منعت الكويت  الشيخ العوضى وأوقفته عن الخطبه فى المساجد لأربعة أشهر قادمه  حينما دعا على النظام السورى وأمر المصلين بالدعوه عليه بالزوال, وهو قادم كغيره الى قطر للمشاركه فى خطب رمضان  مع غيره من الدعاه.  فيهرع الجمهور كلٌ إلى خطيبه المفضل, ليشبع   ذهنيته ويريحها فقط فلا تتبدل الحال ولايتغير الوضع, حاله سيكلوجيه نفسيه لاغير. غاب المجتمع المدنى فأستولت ثقافة اللفظ على المجال الحيوى. تسييس المنبر عمليه خطيره جدا . المواقف السياسيه يعالجها المجتمع المدنى السياسى بعيدا عن الدين. الحل بالانتقال الى المرحله المدنيه السياسيه  لا النكوص إلى الطور الدينى التى تخلت عنه الشعوب المتقدمه وكان شرطا لتقدمها. ليس هناك حل دينى للمشاكل  السياسيه لامع الغير ولا بين المسلمين وفرقهم المتعدده والمختلفه والمتخاصمه.  مجتمع رموزه الخطباء يختلف كثيرا عن مجتمع رموزه من العلماء  أصحاب النظريات والفكر والابداع والانتاج فى كل مجال. المستقبل لايبشر بخير  إلا من خلال النظر بتفاؤل بعد الربيع العربى عل إنفراجا ثقافيا يلوح فى الأفق, المنطقه تنجرف نحو أخدود من الصراعات  الدينيه والأثنيه ساهمت فيها الأنظمه العربيه الفاسده بشكل كبير لكى تضمن إستمرارها وقيامها ,  الإضطهاد السياسى هو نفسه الإضطهاد الدينى ولكن  بشكل آخر, الشعوب كلها مضطهده  ولكن  تعمل الأنظمه على إبراز الإضطهاد الدينى لفئه دون غيرها  لكى لا يشعر المضطهد السياسى الذى  هو كل الشعب أصلا أنه مضطهد إلا فئه قليله  فيشتبك  مجتمع   المضطهدين بعضه مع بعض, لكى يستمر النظام ويعيش ويستمر.. معالجة الأمر ليس عن طريق المنبر ولكن  عن طريق إعادة هيكله المجتمع مدنيا وإخراجه من الطور الدينى الذى يعيشه الذى من المفروض أن يعيش به لا من أجله. الثورات إحدى البدائل المكلفه لتحقيق ذلك  إذا لم يكن للمجتمع أساس مدنى البته. رمزية شهرنا الكريم  من المفروض أن تكون مدنيه  تعيش بالدين  لا خطابيه  تعيش من أجله  وآلياته كالخطابه وإستخدام المنبر  سياسيا فى مجتمع يخلو من السياسه أصلا., لذلك تجد التخمه الإيمانيه فى أوله تنفذ بالتدريج مع آخره لتعود فى غيره وكأن شيئا لم يتغير . جهتان يتسابقان فيه وزارة الأوقاف وشركات الانتاج التلفزيونى والقنوات الفضائيه , الأولى فى الوعظ  والإرشاد  الذى أزمن  المواطن فى الإستماع اليه  حتى حفظه عن ظهر قلب ,  والثانيه فى عرض مشاكل المجتمع وتعريتها للمشاهد وهو صائم لإحلال الاجتماعى بديلا عن السياسى الذى يشغله بقية العام. جربوا رمضان بوجود مجتمع مدنى أيها الساده ,أو أتركوه ينمو  ولاتضعوا المنبر بديلا عنه, فبوجوده سيغدو المنبر أكثر إشراقا وإنسانية من ذى قبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق