الخميس، 28 يوليو 2011

مسلسل الحسن والحسين وضرورة إخراج "الفتنه" من اللاوعى




 لايحرك اللاوعى أمة ويرسم قدرها  ومستقبلها كالأمه الاسلاميه, مخزون اللاوعى  يكاد يكون مستودع خلافاتها وصراعها المستمر . تستقر الامور لديها ليس على طاولة البحث والتقصى وإنما  فى التجاوز المخملى  الشكلى مع الإبقاء على أصل الإشكال  . ليس فى الخلاف الدينى فقط ولكن حتى فى الخلافات السياسيه كذلك  يتعانق الطرفان  ليتقاتلا بعد برهة ليست بطويله من زمن التعانق. يقول إريك فروم بأن اللاوعى هو نصف الانسان النائم. والوعى هو نصفه المستيقظ . لذلك معالجة اللاوعى بإخراجه أو بتصالحه مع الوعى ضروره لصحة الإنسان النفسيه والبدنيه كذلك. نصف الامه الاسلاميه  نائم  بمشاكله وجراحاته  وآلامه, بينما نصفها الآخر الواعى يعيش اللحظه  معايشه وقتيه لينجذب فى النهايه الى بؤر اللاوعى  المتصارعه والمتقاتله دون حسم. من هنا اجد نفسى مؤيدا  لإخراج مسلسل الحسن والحسين ومعاويه المثير للجدل اليوم, والذى تزداد معارضة عرضه يوما بعد آخر للاسباب التاليه
1- إخراج المشكله"الفتنه" من اللاوعى الى العرض والبحث يخرجها من  إطارها المقدس  ويحولها الى خلاف بشرى وهذا هو المطلوب  بمعنى فصل البشرى الإنسانى عن  المعصوم المقدس.   
2- ضرورة تموضع الحدث فى التاريخ  وليس تجاوزا عليه الى كل الحياه , "فالفتنه" حدث تاريخى فى وقت معين "سحبها اللاوعى المنفلت واللامعالج لكى تصبح فتنة الدنيا  ومستقبل الاجيال الى يوم الساعه.
3- المعالجه السينمائيه قد تعيدها الى تموضعها التاريخى المحدد وبالتالى إخراجها الى الواقع كحدث محدد وليس كصيروره ذهنيه  غير مفارقه
3- فى إعتقادى لابأس  من تصوير الصحابه ممن لاعصمة لهم فهم بشر"فلاعصمة الا للأنبياء  " , تصويرهم وكأنهم معصومون أورث الأمه الكثير من الزلل , وقيام الفتنه بينهم دليل على بشريتهم  , فكلما كان مخزون مانستخرجه من اللاوعى كبيرا كان التعامل مع الواقع سهلا وميسرا
4- سيثير المسلسل كثير من البلبله هذا إن عُرض ومع ذلك لابأس  إذا كان الهدف محاولة الكشف عن الحقيقه النسبيه  ومنا قشتها لاالتستر عليها .
5- من الممكن جدا  ان يكون العرض التلفزيونى  وسيلة   لإعادة النسبيه أو التفكير النسبى لدى الطرفان و السنى والشيعى وهذا هو المؤمل وبالتالى إخراج البشرى "النسبى" من الإلهى "المطلق" فى ذهنية كل منهما .
6-  حين عجزت الأمه تاريخيا من تجاوز إشكاليتها المتمثله فيما يسمى ب"الفتنه" فأنه من الممكن أن تكون  وسائل الميديا الحديثه, سبيلا لذلك حيث قدرتها  على إنتاج الصوره وسحبها من الخيال الاسطورى
7-  من المفروض أن يركز المسلسل على الجوانب الانسانيه البشريه للشخصيات كونهم بشر يخطىء ويصيب  وان يبتعد عن  إظهار  الطابع  التحيزى تجاه الاشخاص وان يكتفى بالحدث   ليجعل من الموضوع ممكنا للتناول   والبحث  رغم مافيه من قصور.
8-   تجسيد الشخصيات الخلافيه  يساعد على فهمها, الصور التاريخيه تحفظها الذاكره مبستره نموذجيه  فإن لم يستطيع تاريخ الأمه على  حصرها فى وقتها وزمانها وتأثيرها فإن لها أثرا مدمرا مع التاريخ الانسحابى الذى يجعل من الماضى محركا للحاضر والمستقبل  بحكم قدسيته   وذهبيته,المنسحبة على أفراده وشخوصه, بينما هم ليسوا  كذلك أصلا . بعد خاتم الرسل ليس هناك عصمه لمخلوق كائنا ما كان.
أعتقد أنه من الاهميه بمكان عرض هذا المسلسل وتناوله بالبحث ما أمكن وإصلاح اخطائه وتجاوز فترته بتجسيدها واقعا بعد أن عاشت خيالا واساطير فى ذهنية الأمه حتى اصبحت شغلها الشاغل فى امسها وغدها , واصبحت أجيالها تلدُ فتنة بعد أُخرى.

هناك تعليق واحد:

  1. المعضلة يا استاذي الفاضل ان المسلسل سيعرض في اجواء مشحونة جدا وفي زمن اصبح الخلاف السني الشيعي فيه أداة لأطياف متعددة لا تريد خيرا بأحد .. الأنظمة المستبدة .. المتطرفون المفلسون في الجانبين .. القوى الخارجية .. والقائمة تطول
    لكل ذلك اسمح لي ان اختلف معك ..
    والله يستر من النتايج

    ردحذف