السبت، 8 أكتوبر 2011

أنظمه بلا هويه



تصريح أردوغان  رئيس الوزراء التركى اثناء زيارته لمصر مؤخرا"بأنه مسلم يرأس نظام علمانى تحت دستور علمانى"   لو تصورنا أى زعيم عربى آخر فى المشرق أو المغرب ماذا يمكنه أن يقول عن نفسه حول   الموضوع ذاته" مسلم يرأس  نظام إسلامى مثلا؟" مسلم يرأس  نظام  خلافه إسلامى؟  مسلم يحكم نظام شورى إسلامى؟  هذا الفرز المحدد الذى أشار اليه اردوغان ناتج عن ثقه تامه  بوضعه وإيمانه  بنظامه وفهمه التام للعصر وتحولاته,   تفكيك الشعار وتبوأته  وفرزه  حتى يتبين المعنى  المراد منه ,هذا التكنيك لانحسنه أو قل أننا نختبىء عن  تفاصيله لنمارس  ضده وعكس ما يحمله  أو يحتمله. لاأجد مسمى أيديولوجى واضح لأنظمتنا هل هى إسلاميه أم علمانيه  أم شعبيه؟ ولكنها جميعا إستبداديه نتفق فقط على طبيعتها. ولايمكن كذلك تسميتها بأنظمه رئاسيه لأن النظام الرئاسى دستورى. أردوغان رئيس وزراء دستورى,  مسلم يمارس العلمانيه هل يمكن هذا؟ العلمانيه هنا بمعنى الحياديه أمام مبدأ المواطنه, إنزعاج من المسمى أو المفهوم ظاهريا ليمارس ماهو  أعنف منه وما لا قد يحتمله دينيا فى الخفاء  هذا هو حالنا, تجييش للدهماء أمام المفهوم المبهم حقيقة ليسقطوا فى مستنقع  الجهل التاريخى  ويتم التأثير عليهم بأسم الدين وحمايته , جميع الدول  الاستبداديه إدعت أنها علمانيه فى عالمنا العربى فلذلك شوه المصطلح وانتزع أسوأ مافيه وهو يحتمل كذلك  عكس ذلك , لماذا روضته تركيا حتى أصبح نموذجا, لماذا يدعوا إليه أردوغان وهو المسلم والمعتز بإسلامه وبزى الاسلام للمرأه التى يراد لها فى عالمنا أن تتعلمن هى لا النظام. لماذا الرئيس عندنا يبدأ محبوبا لينتهى  مكروها, أى نظام يبرر هذا؟ النظام الديمقراطى  علمانى أساسا بفهم معين فهو بالتالى يفكك الأسطره والتقديس حول  الشخصيه فيكفى أن تقل شعبيته ولاتتحول إلى كُره بعد لتبعده عن الطريق وتأتى بآخر لايحميه جاه ولاتاريخ ولايلوذ به دين ولاعرف. لكل مجتمع علمانيته الخاصه به بمعنى دستوره الذى يحمى مواطنيه ويساوى بينهم, الحياديه أما الدين والعرق  علمانيه, لايجب الأخذ بصورها المتطرفه هنا وهناك كما لايجوز الحكم على الاسلام  ببعض صور أدعيائه وأفكارهم, آن الآوان للخلاص  أو التخلص من فوبيا المصطلحات والتخويف منها رأينا كم خوفت أنظمتنا المنهاره من "القاعده" وتواجدها فى حالة زوالهم  ورأينا تاريخيا التخويف من العلمانيه ومن الشيوعيه كمبادىء دنيويه قابله للتغيير والتحوير, خَوفنا من المتغير  أو من الممكن تغييره, لنتشبث بالثابت لنستمر كأنظمه فتحول المبدأ إلى نظام والدين إلى مصوغ للإستمرار والتشبث بالسلطه, حتى إذا أدركنا الموت حكمنا من داخل القبور بالريموت كنترول. الذى يجب أن نفهمه أن العلمانيه جاءت  حل لمشكله لتصبح مشكله بلا حل لدينا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق