الاثنين، 24 أكتوبر 2011

الفرصه الدينيه والفرصه المدنيه





 الفرصه الدينيه فى شعوب متدينه بالفطره لابد وأن تكون الاقرب للتمثل اليوم من غيرها من التوجهات والاتجاهات والتطلعات  الموجوده فى الشارع العربى على أشكالها. لذلك ما أن يسقط نظام عربى  متسلط حتى  تفرض الفكره أو الفرصه الدينيه نفسها قربا  عن غيرها.  ولى هنا بعض الملاحظات:  
أولا: كما أشرت  فأن الشعوب العربيه  شعوب متدينه بالفطره لأسباب عديده , كونها منبع الاديان السماويه , ولأن الاسلام أنشأ  مفهوم الأمه  وأكد عليه .

ثانيا: تبرز الفرصه الدينيه أسرع  لأن هذه الشعوب لم تعرف السياسه فى حياتها, رغم أنظمتها السياسيه إلا أنها أنظمه  ذات بنيه دينيه أكثر منها سياسيه  تقوم على الفرد المبجل , المعصوم , المحرر   القائد, مفاهيم رسوليه أكثر منها سياسيه.

ثالثا: الفرصه الدينيه اذا لم تتحول الى إمكانيه مدنيه من خلال صب  التوجهات الدينيه فى قوالب مدنيه واضحه, قد تؤدى الى التمايز بل حتما ستؤدىاليه.

رابعا:  مفاهيم الدين  المطلقه كالحريه والعداله والمساواه, أسرع دائما  فى  التعبير عنها  فى مراحل الظلم وعند سقوط الظالم ولكن بعد ذلك  لكى تحكم لابد وأن تتحول الى مفاهيم مدنيه  مقننه وحياديه  لكى يعيد الشعب بناء نفسه من جديد ولايؤدى الأمر الى إعادة الوضع السابق.

خامسا: جميع أنظمتنا السابقه استخدمت  هذه المفاهيم الدينيه المطلقه  عند استلامها الحكم ولكن  لم تحولها الى مفاهيم مدنيه مقننه دستوريا فلذلك تحركت فى  فضاء من المطلق أو استخدمت على نحو جعلها تعنى شىء فى موضع وشىء آخر فى موضع آخر , وعند شخص آخر.

سادسا: تحول الفرصه الدينيه الى فرصه مدنيه هى اللحظه الحاسمه والمنتظره غير ذلك ليس مأمون  الجانب  خاصة فى مرحلة الشحن الطائفى الذى تبدو نذره فى تزايد.
 سابعا: قد يحيل المفهوم المطلق الى الانتقام  السريع فى الفكره الدينيه , فيزيد الأمر سوءا كما شهدنا , "السن بالسن والعين بالعين " كما استشهد البعض. لكن المفهوم  المدنى  يعنى فهما أكثر رقيا للفكره الدينيه  ووضح  ذلك القرآن " ولئن صبرتم  فهو خير للصابرين" مثلا. الفرصه المدنيه  تعنى الارتقاء  بالفهم الدينى الى مرحلة الايمان.
ثامنا:   أبلغ صوره  للفرصه المدنيه اليوم "محاكمة مبارك ووجوده فى القفص, هزت  هذه الصوره  الذهنيه العربيه  وقربتها كثيرا من النقله الحضاريه, أرجو أن لايسرقها الشحن الطائفى ومن هم وراءه. وأبشع صوره  فى إخراج الفرصه الدينيه هى  فى مقتل القذافى والتمثيل به , لو إرتقت الى مستوى المحاكمه  لفاقت الصوره المصريه بكثير.
تاسعا: الأمه بحاجه الى الفرصه الدينيه والفرصه المدنيه, هى بحاجه الى الفرصه المدنيه كإمتداد للفرصه الدينيه الموجوده فرضا, لكن قوتها وإستثمارها الحقيقى والمفيد أن تتحول الى فرصه مدنيه ودستور متسامح  مكتوب  يسمو بالروح المتدينه الى رحابها الانسانيه.

عاشرا: الفرصه الدينيه هى بالضروره مدنيه, وإلا لايمكن التحقق من أحقيتها وحقيقتها الدينيه.  لذلك هما الضروره  فرصه واحده , تجزئتها إختلاق على الدين وعلى المجتمع.



هناك تعليق واحد:

  1. مقال رااااائع أعجبني انك توصلت الى تحديد الامر وبالفعل الفرصة وحده واذا تم تجزئتها وتوقفت في الجذر الديني هلكت وانتهت الفرصة تاريخيا

    ردحذف