الأحد، 29 يونيو 2014

اللص"الوطني"



الحلم العربي بالديمقراطيه والمجتمع المدني والدوله الدستوريه, إنتهى الى مجرد الأمل ب لص وطني ظريف, يسرقك لكن يدعك تعيش , ينهبك لكن يدع شيئا ما في

جيبك ,عندما تصبح الأرض ملعبا لاهدار الانسان كقيمه , والارض مسرحا لسريان الدماء البريئه, وعندما تغلق السماء أبوابها عن أمنيات جميله, يستسلم البشر لأقدارهم

ويصبح الحلم على قدر المساحه المتاحه والعيش الممكن, عندما تكون "داعش " بديلا يصبح اللص ملاكا, عندما يكون الخيار إما أن تموت رافضيا أو ناصبيا,يصبح اللص

الظريف خيارا صفريا وملاذا آمنا, يظهر اللص الظريف كداعيه وفيلسوفا وحكيما يستعين بالتاريخ والدين , يظهر اللص الظريف عندما يتواطأ التاريخ ,ويعجز المجتمع عن

صياغة تاريخه ويوكله الى غيره. الشعوب العربيه تبكي اليوم لصوصا أشد مايكون البكاء,لأن البديل كان جريمة بحق الارض والسماء,حب التملك غريزه إنسانيه ,أما السرقه

فغريزه "علمانيه " سواء كان وراءها مفتي الديار أو ملك الأمصار , وجريمه لكنها ليست كجز الروؤس وقطع الأعناق , لعل أرحم مايمتلك قاموسنا من مفردات هي اللصوصيه
اوالسرقه بين دماء تسيل ورؤوس تتدحرج وجنة ونار.لنتواضع قليلا في أحلامنا التي سرقتنا عقودا طويلا تقلبنا فيها بين احزاب كرتونيه, وأنظمة صوريه ودول هامشيه ,

وديمقراطيه فندقيه, لنستفيق على أحزمة النار تطوقنا وألهبة الموت تعصف بنا بدعوى التكفير المتبادله وتهم الزندقه . لنتواضع قليلا وندرك أننا لن نستطيع أن نتخلص

من اللص , وذهنية اللصوصيه والسرقه تسري في دمائنا تبحث عن فرصه, وتتدثر بالدين والعفه انتظارا لها. لنحلم إذن باللص الوطني الطيب, لنعدل في مفهوم اللصوصيه

ما أمكن ليبدو الأمر مقبولا ومستساغا, من أجل الدوله ومن أجل الوطن, مشروعنا القريب ليس هو التخلص من اللص لأن البديل سيكون لصا آخر , ليس الثوره على الدوله

لأنها من سرقاته وسيبدو الوضع بعده يبابا غير ذي زرع, مشروعنا العربي تنمية الوطنيه في وعي اللص ليصبح طيبا خيرا, مشروعنا العربي في زراعة المجال العام ليس

على شكل ثنائيات تتقاتل , وإنما على شكل إختلافات تتكامل . قد تكون الحياة كلها "سرقة" من سرمدية الموت,والسياسه أصلا لصوصيه مهذبه , والوصول الى الحكم دائما

يعده الآخر المهزوم سرقه, فإذا إختفت الدوله وعز الوطن فلا أقل من المطالبه بالحفاظ على اللص الوطني الظريف لأن أحلامنا قتلتنا وتاريخنا حولنا الى براميل متفجره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق