الخميس، 17 يوليو 2014

"داعش " الأمريكيه



تُشبه داعش بأنها جحافل من التتار في غزوها للعراق إشارة لسقوط الخلافه العباسيه على يد المغول وتَحول دجلة الى نهر من الدماء, الذاكره العربيه والاسلاميه مخرومه حينما ترجع في إلى ذلك التاريخ السحيق وتنسى أو تتناسى تاريخ مغول العصر الحديث في عام2003 وزعيمهم الروحي بوش الإبن الذي آمن بالصهيونيه كطريق لعودة المسيح ليقيم العدل. عندما إنطلقت جحافل بوش لغزو العراق كان في قمة الطهرانيه والإيمان بإزالة نظام الشرك الذي يجعل مع الصهيونيه شريكا آخر, وعند أول خطاب لزعيم داعش العربيه قال أنه جاء لتطبيق الاسلام الصحيح , الاسلام الطهراني , ويقضي على جميع أشكال الاسلام الاخرى الشركيه , مارس بوش الداعشي في جعبتة من أسلحه فتاكه في سفك دماء العراقيين حتى وهم في الملاجيء, تماما كما مارست جحافل البغدادي النحر وجز الرؤوس واللعب بها , آمن بوش بأنه مرسل العنايه الإلهيه , كما يؤمن البغدادي بأنه خليفة الله في الأرض , عندما إنطلقت جحافل داعش الأمريكيه من الحدود الكويتيه بإتجاه بغداد لايقف في طريقها أحد, تماما كما إنطلقت جحافل داعش البغدادي واستولت على الموصل دون أن يقاومها أحد, فإذا كانت داعش ظاهره خارج التاريخ أو من امراض التاريخ الاسلامي , فإن السبب الاول في إعادتها الى الوجود وبعثها وإطلاقها في المنطقه هي داعش الأمريكيه وزعيمها المؤمن جورج بوش الإبن, الذي اسقط الدوله وهيأ المسرح لإيران المثخنه بالدين والعقيده الهرمسيه التي افرزت وتفرز يوميا أشكالا من الظواهر الدينيه الغنوصيه, حتى تحتل العراق وينتعش بالتالي الأمل في إعادة المنطقه الى الحرب الدينيه . داعش ظاهره فكريه يمكن أن توجد في أي مكان وزمان , ولكن الفرق بين عالمنا الذي يحتضن الدين فيه الدوله , يختلف عن عالمهم الذي تحتضن فيه الدوله الدين كأحد مكوناتها المدنيه , فإزالة داعش الأمريكيه جاء عن طريق الانتخابات , وسقوط زعيمها جاء عن طريق إنتهاء ولايته , والشاب النرويجي الداعشي الذي قتل العشرات من ابناء جنسه قبل عدة سنوات ,أودع السجن وطبق عليه القانون لأن الدوله قويه , بينما داعش العربيه الاسلاميه أقوى من الدوله ولاتعترف بالحدود لأنها تمتلك الإراده الإلهيه وتنفذ تعاليم الرب, البنيه الدينيه في مجتمعاتنا أقوى من البنيه المدنيه , ومسألة إمتلاكها , مسألة تلاعب بالنصوص وحيازة ما أمكن من ترسانة الأحاديث ناهيك عن دواعش القنوات الفضائيه .
أدرك الغرب أننا مرضى بتاريخنا , وأدرك أن الدواء من نفس الداء لذلك ظهرت داعش الأمريكيه وزعيمها المؤمن الطهراني لتهيئة المسرح مرة أخرى لإعادتنا الى المربع الأول بغباء لايُعول عليه من أنظمتنا التي خافت من داعش امريكيه فإذا بها تجد مصيرها في يد داعش "الإسلام" الذي به تحكمون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق