السبت، 16 أغسطس 2014

عند ما قال الملك عبدالله للعلماء : فيكم كسل


في لقاء للملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين مع علماء الدين الذي تم مؤخرا وجهه جلالته خطابا مباشرا لهم قائلا : فيكم صمت واتبعها كذلك بقوله فيكم كسل . يناقش الدكتور خالد الدخيل هذا الخطاب في مقالته المنشوره في جريدة الحياة الصادر الأحد 17-8-2014 تحت عنوان الملك والعلماء: ضعف المؤسسه ويشير الى أن هناك ضعف المؤسسه واضح مقارنة بأوضاعها السابقه ورؤسائها السابقين ويشير الى أنه أصبح لها اليوم منافسين كثر منهم الاخوان والسروريين والجاميين والجهاديين السلفيين ناهيك عن الجماعات الارهابيه الاكثر تطرفا , ويخلص الى أن وضع المؤسسه تاريخيا سواء ضعفا كان أو قوة ينعكس على الدوله.ولي هنا بعض الملاحظات:
أولا:نمط التفكير السياسي السائد في المنطقه لايزال يشكل عقبة كبيرة أمام مواجهتها لمشاكلها, فلا تزال الانظمة تختزل مفهوم المواطنه في القله التي لها القدره في توجية المجتمع اتوماتيكيا رعويا, فإذا كان "العلماء" هم المعنيين اكثر من غيرهم لإدارة الملف الديني المتفجر , فإن وزراء الخارجيه كذلك يديرون ملف العلاقات الخليجيه المتفجر بين قطر والدول الاخرى الثلاث, بإسلوب" حزر فزر" دون درايه وادراك أو استشاره او حتى ذكر لحق الشعوب في المعرفه والاطلاع حتى كثرت الاشاعات والتخمينات ووصل الحال الى الانحدار الاخلاقي من جانب الشعوب لما قد يبدر أو يقرر مستقبل هذه العلاقات.

ثانيا:في إعتقادي الكسل ليس كسل العلماء بقدر ماهو كسل الدولة في المنطقه, الدولة حينما تعتمد في قيامها أو أن تعقد أمرها أو زمامها مع جهة إستئثارا لها خارج الاجماع الوطني , تصبح ضعيفة ومرتهنة , تاريخيا هي تعتقد بقدرتها على السيطرة على هذة المؤسسه سواء كانت دينيه أو عسكريه , لكن في ظروف معينه وغير طبيعية لابديل عن الاجماع الوطني .

ثالثا: تأخرت الدولة في المنطقه في بناء إجماع وطني حقيقي يحميها من الاخطار ويساعدها على تخطيء مشاكلها البينيه والبنيويه كإنتقال الحكم من جيل الى آخر, واستعاضت عنه بشكل من أشكال الريع القبلي والديني , وهذا الشكل من اشكال بناء الدوله له القدره على مواجهة الداخل اكثر من مواجهة الخارج كما يظهر عيانا اليوم.
رابعا:العلاقة التاريخيه للحكم في المملكة العربية السعوديه الشقيقة يجب أن تتطور الى علاقة إجماع وطني, هذا هو الحل وليس الى توطيد أكثر بين المؤسسه الدينيه والحكم لأنه كما يشير الدخيل أصبح للمؤسسة منا فسون كثر والاشكالية انهم من داخل الدين نفسه , الأمر الذي يؤدي الى انقسامات طولية "عقديه"في المجتمع تنبىء بصراعات دينيه وتفرز المجتمع دينيا وتقضي بالتالى على إمكانية قيام دولة وطنية جامعه.

خامسا: كان من المفترض ان يكون التفكير من خارج إطار ما تعانية منه المنطقه , المنطقه تعاني من استخدام سىء ومدمر بإسم الدين وسماحته ونبله وإنسانيته, فالدفاع عن ذلك لايتم عن طريق تبرئة الدين من ذلك بالخطب واصدار البيانات من الجهات الرسميه والجمعيات الدينيه , من المفترض التعامل مع ذلك سياسيا بمزيد من الانفتاح والخطوات الايجابيه في الداخل , بل وإحتواء الداخل بشكل يجعل من الجبهة الداخلية قوية لمواجهة الخطاب الديني التغريري الذي يأتي من الخارج , كما يحافظ على ثروة هذة المجتمعات من الشباب من التسرب للخارج .

سادسا: بودي لو يستمر العلماء على "كسلهم" هدؤهم" ورويتهم أكثر واكثر بل ويحجموا عن كثرة الفتاوي المتضاربه , في حين تنشط السياسه وفعاليات المجتمع المدني داخل شعوب هذة المنطقه وبمباركة السلطات الحاكمه المتفق عليها سلفا , لإيجاد حالة من التفاعل الايجابي الفعال , بمعنى آخر الانتقال الى المستوى الافقي للتعامل مع الاحداث عن المستوى الرأسى القائم اليوم .
سابعا: لايمكن أن يساء الى الاسلام أكثر مما يحصل اليوم بإسمه , هذا يدعوا الأمة أن تفكر جديا في مخرج حقيقي لأزمة الدين والسياسة, وقراءة النص وانغماسة في الحياه بشكل يجعل من الحياه تعيش على ضفافة فقط وليس هو الذي يقيم حياة كريمة ويخدم الانسان من مهده الى لحده.
ثامنا:الهروب من الماض والاستخفاء عن المستقبل والعيش في الحاضر ما أمكن, بالدين يمكن ان نعيش الماض عبرة ولكن لانستطيع أن نعيش بالايديولوجيا الدينية التي تطالب بإعادته , بالدين يمكن أن نعيش المستقبل مشرقا ونستبشر به خيرا و لكن بالايديولوجيا الدينيه لايمكن أن نتعايش بشكل ايجابي ونحن نترقب خروج المهدي المنتظر في كل لحظة ونسعى دائمين الى استكشاف مخبئه.
تاسعا: نحن امام وضعي قروسطي "من العصور الوسطى" العوده من الدوله الى الطائفه يتطلب خطاب آخر , العالم تعامل معنا كدول ليكتشف لاحقا اننا طوائف وقبائل ترفع اعلاما , اليوم يغير العالم تفكيره ليعيدنا تاريخيا الى عصر الطوائف والقبائل ,بأيدينا لابيد عمرو, بودى لوكان خطاب جلالة الملك في مجلس الشورى وبحضور العلماء , بودى لوكان تطويرا لآلية الشورى دستوريا , بودي لو نلمس خطاب الدولة. بودى لو تبقى الدوله , هي ملاذنا الاخير
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق