الاثنين، 18 أغسطس 2014

عن الإنسان حينما يولد تاريخا مكتملا

<
الصورة الأولى , صورة الشاب الصغير وهو يحمل رأس مفتي "حلب" مقتولا ,كما يشير الخبر, والصورةالأخرى لولدين صغيرين يحمل كل واحدا منهما رشاشا في حضن والدهما الذي فر بهما عن أمهما للفوز بالفردوس الاعلى, والصورة الثالثه لولد صغير يحمل رأسا مجزوزه ويبتسم أمام والده وبتشجيع منه. هؤلاء الشباب والاطفال لم يولدوا بالامس القريب, هم ولدوا تاريخيا منذ تاريخ الفتنه الكبرى , اعمارهم ليست عدد سنينهم العمريه اعمارهم هي تاريخ العقليه , عقلية الفتنه , مع تحفظي السابق على مفهوم الفتنه كقدر وكمصير. لم يعد الإنسان يصنع التاريخ في منطقتنا , بقدر من يكون نتيجة له , الجينات العربيه والاسلاميه ,جينات مصنعه سلفا ومهيأ للخروج تاريخا مكتملا. اليوم الأمة تحتضر لأنها عجزت ماديا وانسانيا عن التجديد, إنسانها هو نفس إنسان عصر الفتنه الكبرى , هو نفس إنسان كربلاء ومظلوميتها,هو نفس انسان حروب الرده أصبحت النساء تلدُ تاريخا بدلا من أن تلد انسانا يعيش العصر, يحمل جهاز الآيفون بيد وباليد الأخرى رأسا قد جزت للتو, يدخل أحسن المولات وأفخر المطاعم , ويطبخ رؤوسا مجزوزه في قدر ماء ساخن, أصبح القتل هواية تضاف الى بطاقته المدنيه. أعجب كثيرا لهذا العقل العربي الذي دعاه الدين للإعتدال فأبى, ودعته الانسانيه للتعايش فستوحش وأصر على ذلك, دعته الطبيعة الى الحكمة فأستكبر وأبى, دعاه القران للرحمة فازداد غلظة ونفورا. من يوقف احتفالية العبث هذه ,إذا بات الدين عاجزا , والإنسانية ثكلى . أمير المؤمنين لايحب الألوان يريد الناس جميعا بلون واحد, أمير المؤمنين لايجيز التفاوت في العمر يريد أمته كلها في عمر رجل واحد,إستكملت فيه شروط دولة الخلافه. هناك من يؤكد أننا قريبا سيطلع علينا صباح لن يجد فيه الدولة ولا رجال الدولة ولا مؤسسات الدوله , كل هذا قريبا جدا ,لاننا دخلنا تاريخ الدولة من الباب الخطأ فسنخرج منها من النافذه , لابد من العوده الى البدايه , نحن دخلنا السباق من الوسط ولم نصل الى النهايه ولن نصل حتى نستوفي شروطه ومقوماته, هؤلاء الأطفال والشبان الذين يتوعدون الغير من المسلمين بجز الرؤوس وبقر البطون يضعون الأمة أمام ثلاثة استحالات تنبىء الى عدم وتلاشىء , الإستحالة الأولى قدرتها الى العودة الى الماض "الزاهر" الذي يمثله هؤلاء بخطابهم وبزيهم, والإستحالة الأخرى قدرتها للولوج الى المستقبل برؤوس تجز يوميا , والاستحالة الثالثه قدرتها على مواكبة الحاضر والعيش فيه بلا عقل .
ماأقدس النفس البشرية عند الله
ما أعظم حرمة دم المسلم عند الله
ما اعظم الإنسان بين خلق الله
ما اعظم االإسلام مهما بدر من المسلمين
ما أعظم الروح التي حرم الله قتلها الا بالحق
حفلات الجن والأرواح والعبث والزار هذه ستنتهي وسيمر التاريخ وسيبقى الإنسان وسيبقى الدين لله وحده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق