الأربعاء، 20 أغسطس 2014

مجتمع "الدهشه"



تكون الدهشه فاعله وايجابيه حين يعقبها سؤال حيث انها فى الاساس تمظهر لجهل وتعبير عن عدم معرفه , التطور الانسانى عموما جاء لازالة الدهشه عن حياة الانسان, الاديان ذاتها ازالت دهشت الانسان وكشفت له عن اجوبه لاسئلة الوجود. الدوله المدنيه والتطور السياسى قلص من اسئله الدهشه عند الشعوب بتحوليها الى اسئله تجد لها اجابات عند مؤسساتها وافرادها.البرلمانات المنتخبه جاءت استجابة لتلافي الاندهاش , عندما يشعر المجتمع بأن الدهشه سمة يوميه فثمه خطأ فى حياته وثمة توعك فى مسيرته وخطاه. البرلمانات وجدت للاجابه على اسئلة الدهشه لدى المجتمعات, الانتخابات وجدت لاظهار وابراز من يستطيع الاجابه على اسئله الدهشه المتكرره. المعضله كما اراها ليس فى الدهشه الايجابيه ذاتها اى تلك القادره على طرح الاسئله للتخلص من دهشتها ذاتيا , المعضله فى الدهشه السلبيه التى لاتقوى على طرح الاسئله لسبب ما. عندما يعجز المجتمع عن معالجة دهشته لايتطور بل يتكور ويستلب. المجتمع المندهش مجتمع معوق لايستطيع فرض رؤيته ولاتحقيق مطالبه , المجتمع المندهش دائما يمسى على شكل ويصبح على شكل اخر , المجتمع المندهش عباره عن بصامه rubber stamp
يبصم حتى على شهادة وفاته دون ان يدرى, المجتمع المندهش دائما كحاطب ليل لايعرف مكانه وماذا يلامسه ا غصنُ كان ام افعى, المجتمع المندهش كمن يحمل داؤه فى رداءه, المجتمع المندهش مريض نفسيا لان عدوى الدهشه السلبيه تجعله شاكا حتى فى نفسه, المجتمع المندهش يقول نعم فى النهار ويعقبها ب لا خفيفه فى الليل بين الجدران, افراده لايمكن ان يتغلبون على فرديتهم لصالح مجموعهم , نزواتهم اولويه وشعارهم الفرديه , تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى. لايعرف التاريخ شعبا كالشعب العربى عانى ولازال يعانى من الدهشه تمر العقود عقدا وراء اخر, ودهشتهم تزداد مع سرمدية القائد الملهم , وايامهم تفنى مع الوعود البراقه بالديمقراطيه والانتخابات النزيهه, الاباء يرحلون على امل لايستطيع الابناء تحقيقه فتصبح الدهشة مركبه لدى الاحفاد بعد ذلك . حتى المؤتمرات لم تفكك من خيوط دهشتهم المستمره , اين اسئلة الهزيمه, اين ملفات المسؤليه ومن يتحملها؟ عجزت الشعوب عن طرح اسئلة الدهشه التى انتابتها , فاستمر الاندهاش واستمرأت الشعوب حتى صار ديدنها فاستحقت بحق شعار مجتمعات الدهشه بجداره . الدهشه فى ذاتها بداية الفلسفه والانجاز فهى التى تحرض على السؤال المقدمة الاولى للخروج من النمطيه التاريخيه وتفكيك سيطرة الماضى المنقضى على الحاضر الجديد , الدهشه فى مجتمعاتنا عباره عن مشروع للاجابه فقط وهذا سر عجزها ,حتى الاختيارات المتعدده فى الاجابه كما فى الامتحانات المدرسيه لاتجدى ولا تمثل مخرجا او حلا لانعكاس وضعية السائل والمجيب وهذه مفارقه تاريخيه تجعل من الشعوب مصدرا للاجابه فى حين انها من المفترض تكون هى من يطرح السؤال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق