الاثنين، 15 سبتمبر 2014

نماذج إنسانيه: عبدالرحمن بن عيسى المناعي


لازلت أذكر كلمات والدتي رحمها الله وهي تقول: علىً ان ألحق بصلاة العشاء والتراويح خلف عبدالرحمن المناعي في جامع الريان الكبير فإن الصلاة خلفه لها طعم خاص لجمال صوته وحسن قراءته وترتيله" كان ذلك في ثمانينيات القرن المنصرم على ما اعتقد.عبدالرحمن بن عيسى المناعى هذا ,هو رجل الأعمال الناجح , ومدير مكتب وزير الداخليه الاسبق , وإمام جامع الريان الكبير في ليال رمضان .أقام الوالد عبدالرحمن المناعي اطال الله في عمره , توازنا إنسانيا فريدا بين الدين والدنيا , بين حقوق العباد وحق رب العباد, طغت إنسانيته على هاجس رجل الأعمال الذي ينظر إلى الربح مجردا , وطغت روحانيته على مادية المنصب وشروطه , فكان إنسانا بإمتياز, نحن حقيقة في حاجة كمجتمع إلى نموذج رجل الأعمال" الإنسان", نحن إيضا كمجتمع في حاجه إلى إمام المسجد المواطن المتجرد وليس الموظف أو المؤدلج, كان يدير مكتب الشيخ خالد بن حمد أطال الله في عمره وكان الجميع يلجأ إليه في امور شتى وكان يتفهم ويساعد الجميع وينزل الناس منازلهم هذا ماسمعته من أهل الريان وغيرهم ولااعتقد أن الناس قد تجتمع أو تجمع على غير الحق والصواب ,أهمية نموذج عبدالرحمن المناعي الإنساني اليوم أشد من اي وقت مضى , حيث يمر مجتمعنا اليوم بقفزات غير متوازنه اجتماعيا قد تحدث أثارا سلبيه في حالة غياب البعد الانساني , وقد تجعل المسجد معزولا عن المنصب والثراء, نحن اليوم في امس الحاجه الى نموذج عبدالرحمن المناعي الإنساني, رجل الأعمال الناجح الذي يرى بعين الإنسانيه المشتركه , أذكر أن والدي رحمه الله قد ذهب إليه في موضوع إنساني يخص أحد الأخوه الذي إشترى سيارة للتو من شركة "التيسير " وقدر الله أن تنقلب به ويتوفى قبل وصوله بيته ولم يدفع سوى عربون ,فما كان من الانسان عبدالرحمن المناعي عندما أخبره الوالد رحمة الله عليه إلا أن تنازل عن باقي المبلغ وترحم على الميت.موقف إنساني لاينسى , لماذا نحن في حاجه الى نموذج عبدالرحمن المناعي اليوم أكثر من أي وقت مضى؟ لان مجتمعنا بدا يتجه نحو العزله متأثرا بآثار الريع, سواء كان منصبا أو ثروة, بدأت تظهر تقسيمات خطيره نتيجة لذلك, نحتاج الى من يكسر حاجز هذه التقسيمات كما فعل الوالد عبدالرحمن المناعي , نحتاج أن نعود الى مزيدا من الأنسنه التي قام عليها مجتمعنا القطري , عندنا شيوخ كرام , ورجال أعمال افاضل نريد منهم مزيدا من الإندماج مع مجتمعهم إنسانيا بعيدا عن أي شىء آخر, لاننسى ان سر تطور المجتمعات ليس فعل الحكومات بقدر ماهو فعل افراد المجتمع وتضحياتهم, إن أكبر مؤسسات وجامعات الغرب هي نتيجة لمساهمات المجتمع من رجال أعمال وأثرياء, كان إيمان عبد الرحمن المناعي جزءا من ثروته , وكان المسجد جزءا من مكتبه وكان المجتمع كله جزءا من إنسانيته, أطال الله في عمر الوالد عبدالرحمن بن عيسى المناعي وحفظ له ابنائه الكرام, ومتعه بمزيد من الصحه والعافيه

هناك تعليقان (2):

  1. استاذنا عبد العزيز الخاطر
    أفهم مرمى كلامك وأثمنه غير أن لي ملاحظة حول سلسلة مقالات (نماذج بشرية )
    هذه النماذج الفردية تنتمي الى سياق ظرفي انتهى! لذلك فهي غير قابلة للاستعادة . هي نماذج تعاملت بحسب معطيات النسيج المجتمعي البسيط الصغير المتكافل وهو في طور النمو والتغير . لقد وصفتها – بحق- بانها توافقت مع طبيعة المجتمع وكذلك ما يحدث الان يتوافق مع طبيعة المجتمع الراهنة .
    عندما تقلد اولئك الاشخاص المناصب (الرفيعة ) لم يكن في الفضاء الاجتماعي ما يمنح تلك الرفعة في المناصب أبهة و امتيازا وأفقا وسلالم خلفية بل كان المنصب في احيان كثيرة يمثل عبئا على كاهل صاحبه فالعائلة تطالبه ان يكون ابنا ( بارا ) ويلبي كل احتياجاتها ورغباتها.. وحاجة الانساب والجيران والمعارف .
    عندما يتساهل المرء مع معاملة او يتنازل عن فاتورة أو يسهل خدمة أو يتحايل على مسألة هو يعمل على( تسيير) الحياة وليس على تنظيمها وهو امر لم يزل قائما- للاسف- باسم الواسطة والمحاباة واحنا عيال عمومة وحتى بين الاجانب كل جنسية تفزع لابناء جلدتها المبدأ نفسه والقانون العرفي ذاته . هذا المسلك البشري الملتوي قد يكون ضروريا وانسانيا ايضا لانه استجابة وردة فعل طبيعية في مواجهة ظروف بدائية أو غير مستقرة
    وكذلك مبدأ ( تنزيل الناس في منازلهم ) هو مبدأ ظرفي ويخص مجتمعا صغيرا يشبه الحي. لكن الاماكن تكبر وتتفرع والظروف المغايرة تنتج متغيرات اخرى .
    نحن عراة تماما .. ولم نزل نتشبث بمجتمع التراحم والنماذج البشرية المخلدة والمذكورة بالخير ونسعى الى استنهاض القيم المطوية في الاذهان والمخزون الثقافي !!

    ردحذف
  2. الله يجزاك خير ويبارك لك فيما عطاك ، هذا من فضل ربي علينا ،

    ردحذف