الثلاثاء، 24 مارس 2015

الخوف على الهويه ...... ومن الخوف ما قتل




تنطلق مجتمعاتنا من فرضية ثبات الهويه ورسوخها وتكورها بشكل يجعلعا تخترق الزمن دون الاحساس بدوره في التجدد والتطور ولي هنا بعض الملاحظات أود لو أطرحها:
أولا: الخوف على الهويه ليس هو اللعب بالهويه, الخوف على الهويه هو شعور المجتمع بينما اللعب على منحنى الهويه هو ديدن
السلطه العربيه لتزداد تمكنا وتجذرا في داخل احشاء المجتمع.
ثانيا:اشكاليتنا التاريخيه هي في تصورنا أن الهويه معطى ماضوي وما على الاجيال سوى الدفاع عنها وعن شكلها المكتمل الموروث.
ثالثا:لايتقدم المجتمع اطلاقا مالم تكن هويته أمامه وليست خلفه. ليست هناك هويه خلف المجتمع, هناك تاريخ له سمات وتراث له
مميزات يبنى عليها ويراكم حولها من خلال المرور خلال الزمن .الهويه الاسلاميه هي اختراق للزمن وليس ثبات بحكم صلاحيته
لكل زمان ومكان , وهويتنا العربيه هي جزء من الهويه الانسانيه في امتداد للانسان بصفته مشروع وليس بصفته , تميزا عن غيره
من البشر.
رابعا:فزعنا عندما دعت جامعة جورج تاون الشاعر "أدونيس" خوفا على الهويه وقبل ذلك عندما دعت جامعة قطر"بدريه البشر" خوفا
على المجتمع. إنطلقنا من تصور ماضوي للهويه المكتمله وليس من تصور مستقبلي يجعل منها امكانيه للتطور والبحث والاستماع للجديد دون خوف أو وجل , حددنا
أعداءها مسبقا وصنفنا لائحة المتهمين والخطريين عليها أزلا.

خامسا: أكثر المفاهيم تداولا في حياتنا اليوميه هو مفهوم "الحوار" وابعد المفاهيم تحققا هو نفسه , لأن الحوار لايكون في الماض وعن
الماض , عندما نشعر بإكتمال هويتنا وتحصنها , فكل ما ينتج عنها هو بالضرورة مكتمل وتام في الماضي.
سادسا: ما نعايشه اليوم من مآس وكوارث دليل دامغ على ما أقول , أي حوار يقام اليوم بين فصائل الطيف الاسلامي المتقاتل مع
بعضه البعض, هل هو حوار عن المستقبل أم صراع على الماض, أي حوار حوار نعيشه اليوم بين الشعوب والانظمه , هل هو حوار
بإتجاه صنع هويه جديده تناسب وتتماشى مع العصر, أم إعادة للتاريخ تحت مسميات جديده مفرغه من محتواها.
سابعا: هناك ارتباط بين ثروة المجتمع ونظرته للهويه , نظرة المجتمع للهويه بأنها ماض مكتمل يجب الحفاظ عليه , يصرف الثروه
بإتجاه الماضي الموروث سواء كان تاريخا أو بشرا, المجتمعات المتقدمه ثروتها جزء من هويتها المستقبليه , فهي بإنتظار المستقبل
وتغيراته , فمفهوم التضحيه لديها له ارتباط دنيوي , بينما لدى اصحاب الهويه المنجزه له ارتباط ديني بحت الى حدَ كبير.
ثامنا:مأزق الهويه , هو نفسه مأزق الدوله , الهويه العربيه والاسلاميه في مأزق لأن الدوله العربيه والاسلاميه اصلا في مأزق
المشروعيه المستقبليه, لأنها شكل من اشكال الماض المقيم,
تاسعا: أكثر الهويات صعوبة للتكيف والتطور هي الهويه الدينيه التي تولد ممتلكة للحقيقه كامله من الولاده حتى الدخول للجنه وذهاب
الاخر للنار, فالمستقبل هنا مقرر سلفا بل هو ماض قادم او عائد, وذلك يرجع لعدم تبلور هويه سياسيه عبر تاريخنا قادره على
التعامل مع أمور الدنيا والعصر والحياه بشكل يجعل من الاراده الانسانيه شرطا لقبول وتقبل حكم الاراده الالهيه فيما بعد.
عاشرا:الهويه التوافقيه هويه سياسيه , وليست دينيه, هي هويه مستقبليه تستمع للآخر دون فزع , وتحاور المختلف دون خوف فلذلك
تتطور ويتطور معها المجتمع, الخوف والرفض والاستنكار المسبق يدل على أن المجتمع لم يدخل بعد عصر السياسه ويعيش على
ميكانزمات الدفاع والفزعه , فهو يرتاح ويستريح لاستماع مايريده لا ما قد ينفعه مثلا , لذلك ترى افراده يهرولون جريا للاستماع بما
هو معلوم لديهم بالضروره, فالتأكيد هنا بقدر ما يمثله من راحه, بقدر ما يمثله من ثبات مذموم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق