الأحد، 26 يوليو 2015

اللنجاوي: إبتسامه بحجم الوطن


كان مصدر ابتسامه بحجم الوطن وتضاريسه ومكوناته الاجتماعيه , إبتسامته كانت تخترق الاسماء والالقاب والمناصب, أينما حل , حلت معه البسمه والابتسامه , يدخل قلوب الناس بلا إستئذان , تلقائيته هي مصدر قوته , لايتصنع النكته , تخرج منه بتلقائه تربك المتلقي ليدخل السرور على قلبه, الفكاهه عند موقف , والتقليد عنده موهبة ربانيه, نحتاجه نحن المكتئبون اليوم , أكثر من اي وقت مضى , رحيله المبكر يزيدنا إكتئابا, كان يعيش الوطن إبتسامة ومشاركة, ويعايش ألم المرض في داخله فردا, يتهافت إليه الصغار , ويعرفه الكبار على مستوى الخليج لحاجتهم الى الابتسامه والتحرر من الرسميات والروتين , إمتلك ناصية التقليد , من أول نظره ومن أول لقاء , يخفف وهج المنصب ويعمل على أنسنته وأنسنة حامله الذي رسم حوله هالة كاذبة من النفوذ الزائل والقوة الكاذبه , رأيته يقلد شخصيات البلد , فينسينا سطوتهم وكأنه يقول لنا ويذكرنا بأنهم بشر , علاقة الظرفاء بالحكام والمسؤولين في تاريخنا العربي ,علاقه خاصه , فيها كثير من الفائده يجنيها المسؤول ويضحي الظريف فيها بالكثير , ليعيد رسم العلاقه إنسانيا بين الاطراف على إختلاف مناصبهم الزائله . سرت إشاعة موته منذ عدة شهور حيث كان يتعالج في تايلند , لكن مابلث أن تلاشت بظهوره سالما معافى , حمدنا الله لأنه يمثل فكره نحتاجها جميعا , ولانجدها إلا لدى النادر من الناس , القلب الابيض , يوزع بطاقات الاعراس , يدعو الجميع , يزور المجالس , للقاء الأصحاب والأحباب , أنا أنتظر بشوق كبير , تكذيب خبر وفاته , بودي أن يستمر قليلا , نحن بحاجته , لكن الله عز وجل أدرى وأرحم بالناس من أنفسهم , فلايزيد ولاينقص عنده شىء إلا بمقدار, وجوده اليوم وأمثاله نادر في زمن التجهم والنوايا المؤصده والاحكام المسبقه , هو خلاصة المجتمع المدني التي تحمل الوطن بهوية الانتماء الواسع بعيدا المرجعيات الصغرى التي تغتاله وتحاول إبتزازه وإستيلابه لتنفرد به دون غيرها , سنظل نذكر اطلالته وإبتسامته , وضحكته , وتعليقاته وتقليده الذي يضفي على النفس مرحا وسرورا , تذكيرا لنا بان الحياة إبتسامة وليست تجهم , مرورا وليست بقاء , ذكرى وأن عايشتها وتمسكت بجلابيبها , رحم الله محمد اللنجاوي وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه ومحبيه العزاء والسلوان

هناك تعليقان (2):

  1. الله يرحمه ويصبر اهله

    ردحذف
  2. الله يرحمه انسان طيب .كذلك هم الطيبون سريعا ما يغادرون

    ردحذف