الاثنين، 21 سبتمبر 2015

عن رائحتنا التي فاحت



عندما خرج الشعب اللبناني في الشوارع رافعا شعار "ريحتكم فاحت" لطبقة السياسين وقادة الطوائف والاحزاب والمسؤولين , كان يعني بأن للفساد رائحة عفنه كريهه لاتقبلها النفس البشريه , مهما تراكمت حسابات المفسدين في البنوك إلا أنها نتنة الرائحه وعاقبتها عفنة وقذره , كان يعني أن الوطن في الأخير زكي الرائحه مهما طالت به رائحة الفساد وأنوف المفسدين, رأينا كيف كانت شعوبنا العربيه تقتص من ذوي الرائحة النتنه في ربيعناالعربي الدامي , أبصرنا كيف كانت عاقبة الفاسدين المفسدين , العالم العربي من حولنا , تفوح فيه رائحة الفساد ويكتوى الابرياء بنارها , ألا يحق لنا نحن أبناء هذه المنطقه أن نستبصر الأمر قليلا ونفكر في المآل , رائحة مشاريعنا الوهميه فاحت بشكل سد الانوف, ورائحة شركاتنا الكرتونيه بلغت رائحتها الروؤس , ورائحة سرقاتنا المبرمجه بلغت العنان ,و أمولنا العامه المنهوبه , أزكت رائحتها النتنه شوارع مدن الغرب , ورائحة دماء الابرياء ترتفع الى السماء باكية ظلم واستغلال القوي للضعيف , ورائحة الطائفيه ننكزها نكزا لتفوح كراهيتها وتتعدى المكان , ورائحة القبليه نعبئها في أكياس سنويه لنحتفل بها على أنقاض المواطنه ودولة المواطن , طائراتنا المغادره ممتلئة برائحة الوطن المنهوب , وبيوتنا وقصورنا المشتراه تشتكي من لبن الوطن المسكوب,من لهؤلاء في وطن مسروق ؟ , من لاولئك الذين تركوا على قارعة الطريق المنهوب ؟.أين رائحة ديمقراطيتنا الموعوده؟ أين رائحة دساتيرنا المكتوبه ؟ أين إسلامنا الجميل ؟ أين عقيدتنا الغراء , أين أخوتنا السمحاء , كيف نتقاتل على شق تمره ؟ كيف نتقاتل على دخول الجنه وهي تسع السموات والأرض؟ , كيف ندعي حب الله ونقتل بإسمه؟ كيف ندعي حب رسوله ونفتري ونسرق بتأويل حديثه؟ ولكن عندما تأتي رائحة التقشف تملأ أنوف المتعبين فقط ويقتص من المساكين , هم لايشمون رائحة الفلوس أصلا ولكن عليهم أن يشموا رائحة غيابها. نحن أمة ذهب ريحها وبقيت رائحتها , نحن شعوب مزكومة بالتاريخ تشتم رائحته لتعيد مآسيه , نحن أمة تمتدح عمر وابي بكر وعثمان وعلي , لكنها تعشق وتلتصق برائحة أبا لهب وأباجهل وإبن سلول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق