الأحد، 22 نوفمبر 2015

خطاب "المواطن" وضرورة التأصيل



أين يقف المواطن من كل مايدورحوله؟ إشاعات تنطلق من هنا وهناك, تغريدات تنسب لمسؤولين تتعرض لأساسيات حياته , تخفيض الرواتب؟ ضرائب جديده؟ غرامات مرورية قادمة؟ الخطوط القطرية تصادر حقه في الرأي ؟ لايعرف مع من يتكلم أو كيف يوصل صوته كهوية تنضوي تحتها جميع الشركات والهيئات والمؤسسات ....الخ . ميكانزمات الدفاع التي يملكها بدائيه غير منظمة , تغريدة هناك , مقال هنا , الاعلام يتعامل معه بإنتقائيه , يؤتي به كشاهد على التنميه ولايحاور كمشارك فيها . عليه تحمل النتيجه وليس عليه الاخذ او المشاركه في الاسباب. يتعامل معه كموضوع , قرض وأرض , وليس كذات فكر ورأي ,هذا عن خطاب المواطن"القطري" وكأن عليه أن يتحمل خطيئة وجوده الأول قبل أن تصل الدولة الى مرحلة الفردوس . في المقابل هناك خطاب قطري أيضا يتحمل هو أيضا تبعاته, فإذا كان خطابه هو خطاب"قطري" الأول الحريص على اللحمه الاجتماعيه داخل الوطن وخارجه مع المحيط الخليجي والعربي فإن الخطاب القطري الآخر هو خطاب"قطري" أيضا لكنه مؤدلج , فإذا كان خطابه موضوعي فأن الخطاب الاخر خطاب أيديولوجي بإمتياز. خطورة هذاالخطاب"القطري" المؤدلج الطارىء على المجتمع القطري أنه لايميز بين تشابة المجتمعات الخليجية سواء في مرحلة ما قبل الدولة ومرحلة مابعد الدولة,فإذا إنتقد إحدى الدول ووصفها بأنها نتوء , فأن الدول الخليجية الاخرى ماعدا السعوديه وعمان نتوءات أيضا, وإذا ما وصف شعبها بأنه مجرد أقليه أمام أكثريه من الجزيره أو من ساحل إيران فإن الدول الاخرى الخليجيه كذلك , وإذا وصف إحدى الدول بأنه لاتزيد أهميتها عن مجرد أهمية برميل نفط فالدول الاخرى الخليجيه المشابهه إيضا مجرد براميل نفط. لذلك لايمكن ان ينبع هذا الخطاب من قطري ماقبل الايديولوجيا,لأن فيه من السباب أكثر مما فيه من المعلومة ولايمكن أن يكون ردا على مجرد رأي كتبه أحدهم حول إنضمام دولة ما في منظومة دول الخليج العربيه مهما كانت الاسباب, هناك أيضا خطاب عربي مجاور موجه للخارج يمثله تلفزيون العربي وجريدة العربي الجديد وهناك أيضاالمركز العربي للإبحاث وبودي أن يكون أكثر إلتزاما بالجانب الأكاديمي البحت إذا كان يريد أن يخدم المجتمع القطري بعيدا عن الخطاب الايديولوجي المتدثر في داخله, أيضا هناك خطاب قناة الجزيره في قطر وقد بدا عليه الجانب الايديولوجي بوضوح بعد الثورات العربيه إلا أنه كما يردد لايمثل القطري لأنه ليس نابعا من قطر وإنما في قطر جغرافيا. ما يهمني بالدرجة الاولى هو خطاب "المواطن " القطري وضرورة التأصيل له وتجذيره وطرح آليات توصيله مجتمعيا لأن الاعلام سيظل قاصرا عن ذلك طالما لايوجد حلقة وسطى مدنية سواء جمعية كتاب أو قانونين أو صحفيين أو مجلس منتخب ....الخ. الاعلام اذا تواصل مباشرة مع الافراد فأنه يخلق تنفيس , ولاينتج فاعلية تغيير , لذلك كان برنامج وطني الحبيب أكبر متنفس للمواطن وفي نفس الوقت أكبر من سبب له عقدة إحباط يعاني منها حتى اليوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق