الاثنين، 14 ديسمبر 2015

مأزق"الاسلام" في التحالف بإسمه للحرب على الإرهاب




قرأت البيان المشترك الخاص بتشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب الذي ينطلق من آية قرانيه كريمة تدعو الى محاربة الارهاب بجميع أشكاله وصوره . ولي هنا بعض الملاحظات أود لو اذكرها:
أولا: هل الاسلام كدين متهم بالإرهاب ؟ الانصاف أنه ليس متهما بالإرهاب إلا من قلة من المفكرين الغربين ذوي الاتجاهات الصهيونيه كبرنارد لويس, وبعض صقور المحافظين الجدد في أمريكا, لكن هل المسملين متهمين بالإرهاب ؟ الاجابة نعم في معظمها أو في جلها.
ثانيا: إذا كان التحالف تحالف مسلمين لدفع التهمة عنهم كإرهابيين أو في مواجهة الارهاب بشكل عام فالأمر مقبول , أما إذا كان التحالف للدفاع عن الاسلام فالاسلام غير متهم , ولاينبغي أن نضعة في دفاع عن تهمة لم تلصق به الا من خلال بعض ممن ينتسبون اليه.
ثالثا:هذا الأمر واضح تمام الوضوح لدى الغرب , فالإرهاب ليس صفة للمسيحيه ولا لليهوديه في أذهانهم, ولكن هناك إقرار بأن بعض المنتسبين للديانتين يرتكبون أفعالا إرهابيه. هنا قامت الدوله الفعليه مقام الايديولوجيا أو الدين , فالإرهابي من أبناء الدوله وليس محسوبا على الدين.

رابعا:لكي نتخلص من تهمة إلصاق الارهاب بالاسلام بدلا من إلصاقه بالفرد أو ببعض من المنتسبين إليه , يتطلب من الدول الاسلاميه ذاتها الارتفاع الى مستوى الاسلام كدين وليس كإستخدام سياسي , معظم المتهمين بالارهاب اليوم ابناء دول إسلاميه ومعظم المنتسبين الى الفرق الارهابيه منها , بل أن أرض الاسلام نفسها مسرحا يقاتل العالم فيه الارهاب,.
خامسا: المدخل لمحاربة الارهاب داخليا هو في بناء الدولة المدنيه التي تعتمد المواطنه أساسا لها, معظم الدول الموقعه على هذا التحالف لم يكتمل بناء الدولة المدنية فيها , ولاتكفي الصفة الاسلاميه لتغطية ذلك لأن في ذلك تجني على الاسلام, وتغطية على القصور السياسي الذي هو مكمن الداء العضال.
سادسا:ماذا عن الدول الاسلاميه الاخرى التي لم توقع على الحمله. هل هي ضد الحرب على الارهاب ؟ هل هناك دول اسلامية تحارب الارهاب ودول اسلامية اخرى لاتحاربه, هنا يظهر مأزق التسميه أيضا والجناية على الاسلام كدين فوق جميع التفاسير والتفاصيل السياسيه.
سابعا: في إعتقادي أن هذا التحالف لايقدم حلولا بقدر مايزيد الأمور تعقيدا , ماذا قدمت منظمة العالم الاسلامي مثلا؟ ماذا قدمت منتديات الحوار الاسلامي –الاسلامي أو الاسلامي –القومي فالغرب يدفع دائما لحماية مصالحه بإستخدام فائض الدين المتوفر في المنطقه.
ثامنا: يبدو الأمر والهدف وكأنه المحافظه على الدوله القائمه والحيلوله دون انهيارها , وهذا مانرجوه بشرط أن يكون ذلك بآليات من داخلها كدولة, فالثروات التي تنهب والحريات التي تصادر والمواطنه المنتهكه هي من أسباب الارهاب الاساسيه.
تاسعا:لايقال الدول المسيحيه تحارب الارهاب ,لأنه لايجوز المقابله بين الدين الالهي والعمل الانساني الشرير, الذي هو بالضروره ضد الدين الالهي , فيقال مثلا الدول الديمقراطية تحارب الارهاب حيث يمكن المقابله بين الحرية والارهاب الذي هو ضد الحرية, لذلك القول بأن الدول الاسلامية تحارب الارهاب فيه إساءة للإسلام لعدم جواز المقابله بين الاسلام كدين سماوي وبين الارهاب كعمل بشري شرير , وفيه قفز كذلك على ضرورة بناء الدولة الديمقراطيه التي تحارب الارهاب .
عاشرا: معظم الدول المشاركه في التحالف هي الآن مرتعا للإرهاب لغياب وجود الدولة فيها , فكيف يمكن أن تنظم لمحاربة الارهاب إلا بالأسم . نسال الله أن يرتقي بنا إسلامنا لاأن ننزل به الى مستوى أغراضنا وأهدافنا وشواغلنا الدنيويه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق