الاثنين، 14 ديسمبر 2015

فضيلة "المحبة"نستذكرها في اليوم الوطني



ونحن صغار, حينما كنا نستغل التاكسي متوجهين الى الريان الجديد متعاضدين في دفع المبلغ المستحق له, وهو ثلاث روبيات , لنشاهد عرضة "أهل قطر" أمام قصر الامير الراحل الشيخ أحمد بن علي بن عبدالله آل ثاني,كانت مظاهر المحبة تملأ المكان , ليس هناك تنظيم ولم يكن هناك حراسة , ولم تخترع بعد بوابات للدخول و الجميع يأتي فرادى وجماعات ويصطف في انتظام واحترام وحب وإئتلاف. فضيلة "المحبة" وشعور المودة , لااقصد أنه لم يعد هناك محبة اليوم, لكنني أقصد انها لم تعد بتلك التلقائيه الداخلية التي يحركها حب الوطن , أولئك العارضون كانوا لايتقاضون شيئا , أولئك القادمون من كل ارجاء الوطن كانوا يأتون ليشاركوا ويجتمعوا مع غيرهم من ابناء الوطن دون مطمع آخر , لم يكن الوطن بالنسبة اليهم اكتشافا جديدا, أو مشروعا للمسابقة والتوقيع أولا. لايتطور المجتمع إلا بالحب والصدق والتعاون من أجل بناءه ورخاءه. احتفالاتنا اليوم جميله متقدمه تكنولوجيا وماديا إلا أنها أقل "محبة" من إحتفالات تلك الايام التي كانت تخلو من التكلف الذي نشهده اليوم والمزايده المذمومه في أمر جُبل حبه على الفطرة وهو الوطن. فضيلة الحب والمحبة لاتتعايش مع معنى الاسراف في كل شىء , لأن في ذلك إخفائها وطمس لحقيقتها الداخليه . الماضي لن يعود بالطبع ولكن يبقى الانسان مهمينا على ذاته ومجتمعه طالما استمرت المحبة بين ابناء المجتمع الواحد , بالطبع هناك من يعمل سلبيا في هذا الاتجاه ليحقق مآربه الشخصية , هناك من لايعجبه حالة الصفاء والحب في المجتمع , لكنني على يقين أن أهل قطر جٌبلوا على حب أحدهم للآخر, وعلاقتهم بحكامهم قامت ونشأت على تراث من الحب والتقدير, فضيلة المحبة التي أراها تتصرم عاما بعد آخر , وتحل مكانها روح التنافس السلبي , سيؤثر سلبا على اجيالنا القادمة علينا التنبه الى أن المجتمع حالة نفسية قبل أن يكون تجمع مادي , الروح الجماعيه هي اساس كل مجتمع , تذكروا أن قطر بُنيت وقامت وتطورت بالحب والمحبة والاخلاص, تذكروا أن اليوم الوطني هو يوم "المحبة" والتآلف , يوم الجميع , أسقطوا التراتيبه هذا اليوم وعيشوا بالمحبة , عودوا بقطر الى سابق عهدها , قبل أن تكون مطمعا أو مغنما أو منجما,
يالهفي على محبة" ذلك الزمان أين غابت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق