الاثنين، 1 فبراير 2016

مدرسة الدوحة الثانويه وأهل شرق



بعد أن تخرجنا من الاعدادية, لم تكن هناك مدرسة ثانوية في قطر سوى مدرسة الدوحة الثانويه في "رأس بوعبود" مقابل فندق الخليج سابقا "الماريوت " الآن , وأذكر أنه كان بقيد الانشاء حين التحقنا بها في عام 71م. كان المشوار طويلا لكنه كان سريعا , من الريان حتى رأس بوعبود, كنا نصل في الوقت المناسب وإلا تقفل المدرسة أبوابها , وضابط المدرسة أيامها محمد أبو دياب بعصاة الطويله وبقامته الممدوده يتجول في ساحة المدرسة يبحث عن متأخر أو متسلق ليدخل بعد قرع الجرس, طلاب ثانوية الدوحة في حينه يختلفون عن طلبة الدوحة الاعداديه , لأن الوصول الى الثانويه كان مصفاة يمر من خلالها المواظب والمجتهد, لذلك لمست تغيرا في النوعية , كثيرون تركناهم خلفنا في قطر الاعدادية بعضهم جذبتهم حياة العسكرية الناشئة للتو , وآخرين تسربوا الى الاقسام المهنيه كمركز التدريب المهني في غزة سابقا , "مدينة خليفة لاحقا". في الفسحة بين الدروس كانت هناك "صندقه" خارج بناء المدرسه نذهب إليها للتغذيه , كما كان هناك "مقصفا" داخل المدرسه للغرض نفسه, مرات عديده ذهبت مع بعض الاصدقاء الى بيوتهم في فريج الخليفات, مكان فندق "شرق" حاليا , فريج كبير يضم عوائل كريمة من الخليفات والسلطة, أهل قطر حيث الكرم والجَود , لازلت أذكر ملعب نادي التحرير "مسجد ابو بكر الصديق الآن, حصة الرياضه لأحمد المغني أو عاصم جلال, كانت تحظى بشعبية جارفه بين الطلبة حيث كان تأثير الاندية القطرية واللاعبين القطريين على أشده على عقلية ذلك النشءأذكر زيارة محمد علي كلاي لقطر التي أحدثت دويا كبيرا داخل المجتمع في تلك الأيام, أذكر الشيخ سعود بن أحمد بن علي ال ثاني نجل الحاكم الأسبق رحمهما الله وأصحابه الذين كانوا يجتمعون في زاوية من زوايا المدرسة في كل فسحة بين الدروس. أذكر الاستاذ فايد عاشور, والاستاذ عبدالرحمن القاسم والوكيل على ما أعتقد أحمد رضوان, كان الاول ثانوي مؤشرا لدخولك القسم الأدبي أو العلمي حيث إحتوى برنامجه الدراسي على الجمع بينهما, الدوحة الثانوية كانت المنفذ الوحيد للطلبة القطريين الى الدراسة الجامعية في الخارج في تلك الفترة, كانت القاهرة وبيروت حلما لكثير من طلبة ذلك الزمان , وكانت أمريكا مغالبة نفسية وقوة إرادة حيث كان الطلبة يقضون سنتين كاملتين دون العودة الى الوطن , وكانت بريطانيا صعبة والجميع يفر منها إلا القله, حزنت عندما أزيلت مدرسة الدوحة الثانوية, فقد كانت تمثل لجيلي ذكرى مجتمع متفائل وطموح, شاء القدر أن ننتقل إلى مدرسة الاستقلال التي بُنيت حديثا لأستكمال الدراسة فيها حيث كانت أقرب لمنطقتنا, لم أفرح كثيرا لأنني سأترك بعضا من رفقة طيبة جمعتنا بهم مدرسة الدوحة الثانويه, ومما زاد الأمر كآبة توافق ذلك مع غرق زورق "الريان" في شتاء عام72 في مياة الخليج الباردة وغرق ثلة كبيرة من أهل الريان وغيرهم من أبناء قطركانوا في طريقم الى بر فارس في رحلة للقنص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق