الأحد، 31 يناير 2016

كراج "سعدات البطش"





لم تكن سيارات الستينيات من القرن المنصرم, بمثل ما هي عليه اليوم , كانت كثيرة العطال, تؤثر فيها الحرارة والرطوبة والبروده ,ناهيك عن تسريب للزيت وإنسداد"الكلبيتر"وما إلى ذلك من تبعات لازمت صناعة تلك السيارات في ذلك الوقت, وكثيرا ما كنا نرى على أطراف الطريق من الريان الى الدوحة سيارات متعطله على جانبي الطريق, مفتوحة "البانه" كما نسميها , كانت أهمية "المعلم" صاحب الخبرة في إصلاح السيارات في ذلك الوقت بقدر أهمية إمتلاك السيارة ذاتها, لم تكن الكراجات مزودة بالكمبيوترات والالات الحديثه , كان الاعتماد كلية ينصب على خبرة الميكانيكي في تشخيص العطل وإصلاحه, من أشهر وأمهر أصحاب الكراجات المعروفة في تلك الايام كراج سعدات البطش , أحد الاخوة الفلسطينين المهرة جدا واللطيف معشرا واخلاقا , كراجه كان يقع في منتصف الدوحة لا أعرف بالضبط أين, لكنني أتذكر أنني ذهبت مرارا مع والدي إليه , وبعد استيضاح الشكوى من أداء السيارة تأتي مهمته في تشخيص العطل وإصلاحه بمهارة فائقه, وكلما تعطلت سيارة وما أكثر العطل أيامها , أشار والدي بإرسالها إلى كراج سعدات البطش. لم يكن الاوتوماتيك ولا حتى "الكنديشن" قد وصل الى جميع السيارات. وكان كل شىء يدوي , وكانت السياره أداة توصيل وليست أداة ترفيه كما هو الوضع حاليا, حيث يكفي أن تضعها على الكمبيوتر لتعرف مابها وتدفع من جيبك الكثير, لذلك كانت الكراجات في ذلك الوقت فنا , والميكانيكي الجيد إسما يتردد , كان سعدات البطش من أهم هذه الاسماء وكراجه دائما ممتلىء بسيارات أهل قطر حيث يضفي على العمل جوا من الوَد والصبر وحسن التعامل يتفق وطبيعة المجتمع,أرى لزاما علىَ تذكير الناس بالبساطة التي كان يعيشها أهل قطر , قبل بريق المادة الآخذ بتلالبيب المجتمع حتى أصبحنا لاندرك مع من نتعامل , أبشرا هو أم كمبيوترا أم آلة حاسبة؟ السيد سعدات البطش ومثلة الكثير من إخواننا العرب الذين شاركونا البناء والعمل , لهم منا كل الحب والتقدير والامتنان, رحم الله السيد سعدات البطش إن كان قد توفى , وأطال عمره إن كان لايزال حيا يرزق , وكل التقدير لإسرته وأولاده الذين شاركوه حب قطر ومودة أهلها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق