الثلاثاء، 2 فبراير 2016

علي بن سعد الكعبي


لست بحاجة لكي تعرفه شخصيا , سيصلك علمه الطيب, لست بحاجة لكي تتعامل معه مباشرة , ستأتيك اخبار نبله وشهامته , علي بن سعد الكعبي رحمة الله من القلة القليله التي أجمع أهل قطر على محبته وذكر محاسن شخصيته الانسانيه الكبيره, الشخصيات التي تسكن قلب المجتمع شخصيات إستثنائيه , الشخصيات التي تتبوأ المنصب وتضفي عليه بعدا إنسانيا , شخصيات يمتد تأثيرها إلى مابعد المنصب , الذكرى الطيبه جزء من الخلود , ان تتعدى نطاق العائله أو القبيله أو حتى الطائفه لتسكن في قلب المجتمع بكل تلاوينه وأشكاله وتراتيبه , أنت إذا إنسانا مثاليا , بل طيرا من طيور الجنه, لايجتمع الناس على باطل , يوم وفاته رحمه الله عم حزن كبير جميع أنحاء البلاد , الذي يعرفه والذي لم يعرفه قط , عدوى الحزن اصابت الجميع, لسر إلهي أودعه الله في قلوب الناس محبة لهذا الرجل , شهد عزاؤه المجتمع كله بجميع أطيافه , المجتمع بطبيعته يستجيب للأمر ويستجيب للضمير و قد يستجيب للأمر السلطوي مكرها , لكنه لايستجيب الى نداء الضمير إلا محبا ومقتنعا , لذلك تراه دائما متواجدا عند من يلامس إحساسه ويلمس إنسانيته, علي بن سعد الكعبي أثناء عمله الرسمي في جهاز الشرطه , سمعت عنه قصصا إنسانيه كثيره , مساعدة لأهل قطر , حرصا منه على سمعتهم وحفاظا على بيوتهم, سمعت عنه تواضعا جما وهو سر البركة حقيقة , من تواضع لله رفعه. ما أريد أن أوكد عليه هنا هو علاقة متبوأ المنصب بالمجتمع , والنموذج المثالي الذي ضربه علي بن سعد الكعبي في ذلك , مجتمعنا يمر بمرحلة "تسليع" كبيره للعلاقة بين المسؤول والمجتمع , أيا كانت درجة ومكان هذا المسؤول أو ذاك, نحن بحاجة دائما لأن نذكر بأهمية بعد النظر لدى المسؤول ليرى مكانه في ذاكرة المجتمع بعد تركه المنصب أو بعد رحيله , إن النظره القصيره لدى الكثير من اصحاب المناصب , عزلتهم عن المجتمع أو جعلته ينظر إليهم بإستصغار وربما بإحتقار بعد أن أزيلوا من المناصب وهو أمر لايحتاج إلى التنبؤ بحصوله, نظرا لترفعهم عليه أو سوء أستخدامهم للسلطه بعيدا عن الذوق العام, امثال علي بن سعد الكعبي احياء وإن رحلوا جسدا , لأنهم يعيشون في ذاكرة المجتمع من جيل الى آخر, دعوة لكل مسؤول أو ضابط أو وزير , تذكر دائما أن أرشيف المجتمع ينتظرك سواء في حياتك بعد تركك المنصب أو بعد رحيلك عن هذه الدنيا, أما أن يضعك في مكانك الذي يجعل منك مفخرة لمن بعدك سواء من أهل وعشيرة أو حتى مجتمعا بأسرة كما حقق ذلك علي بن سعد الكعبي, أو يرمي بك في سلة المهملات , كانك كابوسا لايتمنى المرء تذكره بعد أن يستيقظ من نومه فزعا.

هناك تعليقان (2):

  1. الله يرحمه ويبيح منه ونعم الذكر شيخ بفعله وحتى وهو مدير للشرطة أو كان فرد كانو الناس يحبونه وكان واصل مع أهل قطر من اهلها ولامقيمينها

    إلى جنة الخلد يابوسعد

    ردحذف
  2. الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته

    ردحذف