الثلاثاء، 24 مايو 2016

الوعي الناقص


                                       

لايسمى الوعى وعيا إلا حين يكون وعيا بشىء ما.  و ليس هناك وعيا بدون قصد .وليس هناك شيئا أساسا إذا لم يتحصل الوعى به . مقاصد الوعى أو محدداته التى يجب أن يتجه إليها الوعى فى قطر محصوره بحيث لايتجه إلا غيرها من المقاصد . وبالتالى لايمكن دراسة كل الظواهر الاجتماعيه لأن بعضها لايقصده الوعى أساسا ولايتجه إليه وإن تمكن من ذلك فأنه يتراجع وينحسر لأن الشىء ذاته أقوى وفوق قدرة الوعى للتعامل معه. يسمح للوعى بإتجاه الى جوانب معينه دائريه فى معظمها وليست رأسيه . لذلك ترى القضيه تثار ويسلط عليها الوعى المجتمعى ولاتلبث أن تركن بعد ذلك وتدخل فى النطاق الدائرى للوعى ليستخرجها بعد حين من الزمن ويعاود تدويرها من جديد. يتجه الوعى فى هذه الحاله الدائريه إلى الشخصنه كسبيل للخروج من ذلك وهو مانشهده بين حين وآخر, وذلك لعدم إمتلاكه الكامل للوعى بالظاهره الاجتماعيه لأن جزء كبير منها مغيب عنه أو ممنوع من الوعى به ودراسته. لو نظرنا إلى ما يطرح فى وسائل الاتصال الاجتماعي وبالخصوص "تويتر"  من نقد أو من ردود أفعال على  قرارات  وقوانين تصدر هنا وهناك سواء متعلقة بأفراد أو بجزء من المجتمع أو حتى بالمجتمع ككل  , تجد وبوضوح وعيا بجزء ظاهر أو بأشخاص وليس بالظاهره ككل , فتجد مثلا  هجوما على مسؤول اصدر قرارا  أو إتخذ  إجراءا وليس على  آلية إتخاذ القرار , وقانونية   ودستورية  ذلك,  بل أن هناك من هم خارج الظاهره  في وعي المجتمع  بصكوك غفرانيه , من هنا تأتي صعوبة عزل الظاهرة   ودراستها وهو ما يتطلبه الوعى الحقيقى لمعرفة أسبابها ومسبباتها. تجد مثلا هجوما على المفاهيم والمصطلحات لأن الوعى المجتمعى توجه إليها بجزئيه كعادته أو بالمسموح له به, فتجمدت المفاهيم والمصطلحات وأصبح لها مدلولا واحدا ونتيجه واحده فى حين أن بعضها أخذ قرونا ليظهر كمصطلح يحمل فى طياته تاريخا من السنين والتجارب العظيمه, فأصبحت الديمقراطيه, نوعا من التغريب والليبراليه كفر والحريه تفسخ. لكى يساعد الوعى المجتمعى ذاته بالخروج من هذه الحاله الدائريه يجب أن يتخلص أولا من حالة الانكار لشموليه الظاهره الاجتماعيه التى يريد الوعى بها والتعامل مع هذه الشموليه ليس بالتجاوز عن بعضها خوفا أو طمعا وإنما بالاعتراف بوجودها والسعى لمحاوله إيجاد الحلول لها. قضية المرأه مثلا تحتاج إلى وعى شامل لدراستها وليس الى وعى مجزأ ومفصل حسب ما يظهره المجتمع وما تخفيه بعض قواه قضايا المشاركه وحرية الرأى وغيرها كل هذه القضايا من الأفضل للمجتمع أن يعيها وعيا مباشرا ويدرسها كظواهر بعيدا عن قوى التأثير عليها من جهه أو من أخرى. الوعي الطبقي مهم , لكن اذا كان تشكيل الطبقه خارج  نطاق ارادتها  ومكتسباتها ,  فأنه يحيل الزمن إلى نقطة واحده يبدأ منها لينتهى إليها.                                    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق