الثلاثاء، 26 يوليو 2016

مواطن يريد أن يبقى في الذاكرة


 

هذه مناسبة عظيمة وكبيرة  لابد أن اذهب مع الناس لكي أسلم على الشيخ ,لايمكن أن أفوت مثل هذه الفرصة السانحة,  أذكر انني قابلتة مرة واحده منذ زمن بعيد و كان مبتسما  واستقبلني إستقبالا حسنا, لابد انه لم يعد يذكرني اليوم , في مجتمعي العزلة تشعر بها عندما تكون بعيدا  , لايمكن لاي جهاز أو مؤسسة أن تعوضك عن اللقاء المباشر  وتجديده لتبقى في الذاكرة ,هذه طبيعة مجتمعاتنا, لبست أفخر ما أملك وانطلقت في سيارتي الجديدة , عشرات السيارات أمامي ومثلها خلفي, عند حاجز الأمن الأول, اسمك , بطاقتك , ثم اشار بأن آخذ مسارا مختلفا عن بعض السيارات التي كانت أمامي, توقفنا بعض الوقت ثم إتجهنا الى حاجز امني آخر, بالطبع اتفهم النواحي الامنية  وضرورتها في ايامنا هذه, لكن القائمين على الحواجز الامنية من الشرطة والامن وحتى المراسم  صغار في السن بالنسبة الى جيلي لااحد يعرفني , أحتاج في كل مرة أن أردد واقول  وأظهر بطاقتي , حيث لامنصب لدي ولاعضوية في مجلس الشورى ولا المجلس البلدي ولا السلك الدبلوماسي , مجرد مواطن ,يحتار الأمن في أولويتك , عليك ان تنتظر, في الحاجز الامني الثالث , أشاروا علىَ بالوقوف خارجا و لان الدخول للشخصيات الهامة من المواطنين وغيرهم من أصحاب السلك الدبلومسي وكبار الضيوف, لابأس  في ذلك كلي اهتمامي ان أسلم على الشيخ وأن أجدد ذاكرته  عله يتذكرني , من المهم جدا لي ان يعرفني و لامجال آخر لي غير ذلك , لااملك منصبا  ولاعضوية كما ذكرت  ولاأنتمي إلى نقابة أوسلكا مدنيا يجعلني حاضرا في ذاكرة الدولة,في السابق كان القائمون على التنظيم اكبر سنا وأعمق تجربة يعرفون المجتمع بطريقة أفضل, على كل حال , هذا العام أفضل من السابق كما قيل لي , لقد هيأ القائمون على التنظيم سيارات صغيرة كسيارات "الغولف" لنقل المواطنين الى الداخل للسلام بدلا من المشي من الساحةالخارجية حتى مدخل القصر , منظرنا كان ظريفا فيها ونحن بالبشوت  في سيارة رياضية مكشوفة , وصلنا الى القاعة, الممتلئه تماما من المواطنين بإنتظار السماح للدخول والسلام , هناك قاعات أخرى لها الاولوية بالطبع , أشاروا الينا بالانتظام صفا واحدا بدأنا في التحرك والتوقف  وهكذا حتى أصبحنا داخل القاعة المهيبة والشيخ مبتسما يسلم على الجميع , شعرت بالدولة في داخل هذه القاعة و أكثر من شعوري بها في أي مكان آخر, جاء دوري سلمت على الشيخ وذكرني بالإسم  هتف قلبي فرحا الحمد لله أنه لايزال يذكرني , وانطلقت مرحا أسلم على الجميع وكأنني ألقاهم للمرة الأولى  وذهب كل حنقي على نقاط الأمن وعلى بعض المسؤوليين فيها من صغار السن الذي كادوا أن يصدونني  عن مثل هذا اللقاء السريع والمؤثر بودي لو إستمعوا إليه وهو يذكرني بالأسم لعلهم يحسنون لقائي في المرة القادمة, علىَ أن أكرس مواطنتي بجهدي الشخصي في هذا المجال كل عام لااعتمد في ذلك لا على ذاكرة المجتمع ولاعلى مؤسساته خارج هذا النطاق.أسال الله الصحة وطولة العمر.


  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق