الجمعة، 16 سبتمبر 2016

خليجنا بين سعة السياسة وضيق المذاهب

عندما سقطت جامعة الدول العربية ظهر على السطح  الخلاف السني-الشيعي سياسيا بشكل فاقع  مع وجوده التاريخي الا أن البعد العربي كان كفيلا باحتوائه  وتبريده ليس فقط مع ايران القومية حتى النخاع ولكن حتى داخل القطر العربي الواحد  في لبنان التي يحتلها حزب الله اليوم كان البعد العربي حاكما في الستينيات حتى منتصف السبعينيات وفي العراق كان البعد العروبي  سدا منيعا لتدخلات ايران التي تحلم بالسيطرة العراق وقد تحقق لها ذلك اليوم وفي البحرين ,كان الصوت الايراني خافتا لايسمع  لوجود وتكثف البعد العربي المسنود من قبل الدول العربية الكبرى في حينه اليوم. تراجع دورمجلس التعاون الخليجي اليوم بشكل لم يسبق له مثيل وتراجع اعتماد المرجعية السياسيه  على حساب تضخم اعتماد الموقف الديني او الفقهي او الطائفي أدى الى وصول المنطقه الى مراحل متقدمه من القابليه للانفجار ذاتيا , ان هذه المؤسسات السياسيه على علاتها  تمثل بعدا عربيا قوميا أرفع من المرجعيات الاولى , أنا أعتقد أننا متجهون وبلاهواده الى الانزلاق نحو شقوق طوليه في بنية هذه المجتمعات تطل من خلالها تباينات دينيه عقائدية كانت أم فقهيه لتصبح ديدن الحياة  ومسطرة العلاقات والتحيزات و انا احذر اننا قد نجد انفسنا امام سعودية سلفيه وامارات  مالكيه. وقطر حنبلية وبحرين اثنا عشريه  وكويت حنبليه مالكيه وعمان أباظيه  ,وتصبح الطائفه او المذهبيه هي الهوية الاولى  بدلا من الهويات الكبرى الجامعه تزداد مسميات الفرق داخل الطائفه الدينيه يوما بعد آخر نظرا لغياب السياسيه  فيصبح  الاشتغال بفجوات الدين بديلا عن شمولية مقاصده  وفي حالة سقوط  البعد العروبي المتمثل في مجلس التعاون,وهو آيل للسقوط كما يشاهد  كما بات واضحا أن سياسة التقسيم على اساس ديني قد أصبح هاجس السياسة العالميه لمستقبل هذه المنطقه , المليئه والمتخمه بالدين  انطلاقا من أن دواء العلة ينطلق من داءها ,أنا هنا أحذر  من السقوط في اتون الصراع المذهبي والطائفي , مؤتمرغروزني الاخير هو الخطوة الاولى ذلك.أخشى ما أخشاه أن نجد أنفسنا في خليجنا الصغير وقد أصبحنا فرق صغيرة تتناحر باسم الدين وحيازته, العوده الى البعد العربي العروبي اصبحت ضروريه وهامة  ومصيريه البعد الذي يحوي المسلمين  العرب بطوائفهم والمسيحيين العرب بكنائسهم,لاننسى أنه قامت صرعات كثيره بين الفرق السنية-السنيه عبر التاريخ , بين الاحناف والشافعيه وبين الحنابله  والاحناف  وقتل فيه الكثير  من المسلمين  , التذرر صفة من صفات الفهم الديني  عندما تكون الرغبه في الحيازة وتملك حقيقته موجوده في النفوس  تحقيقا لحديث أو  فهما قاصرا لنص  أو تأويلا مشوها لآية. أرى نذرا تتراكم في الافق وكلي أمل أن لاتصدق النذر هذه المرة أو ان يحول بينها وبين التحقق ارادة الله  ولطفة بعباده ونصره لدينه وانقاذه من التمزق أنه نعم المولى ونعم النصير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق