الخميس، 8 يونيو 2017

السعودية التي في خاطري




أصعب ما يواجه المواطن القطري اليوم هو  تشوه الصورة التي تمثلها في ذاته منذ عقود طويلة عن المملكة العربية السعودية وقياداتها, كابوس يزعج وعيه ويجعله لايكاد يهدأ , كنا نتصور الخلاف وابعاده   ولكن لم نكن لنتصور  حدتة وشدته  التي لامثيل لها في التاريخ بين شعبين هما في الاصل واحد, السعودية في خاطري  تقود ولاتُقاد, السعودية في خاطري هي التعقل والتروي , السعودية في خاطري هي الوعي  بحق المسلم على المسلم وبحق الشهر الفضيل  وحرمتة وحرمتة زوار بيته فيه., السعودية في خاطري هي حامية إستقرار المنطقة , السعودية في خاطري هي قطر وقطر هي السعودية, السعودية في خاطري أكبر من ألاعيب السياسة,  السعودية في خاطري أكبر من أن تُدفع , السعودية في خاطري هي عفاف الكلمة  ومنبع الاخلاق , هي مكة والمدينة . بعد هزيمة حزيران  جاء الملك فيصل الى القاهرة وقابل  الرئيس عبدالناصر الذي  كان بينهما  خلاف شديد وصل الى الاعلام , وقال أنا أزور اليوم أرض الكنانة وأخي الرئيس جمال عبدالناصر هذه هي السعودية في خاطري .السعودية أكبر من أحابيل السياسة وتسجيلات الظلام وخفافيش الفتنه .السعودية التي في خاطري هي موقف الملك فهد من إحتلال الكويت حين قال" أما ترجع الكويت أو نذهب جميعا". شرف  خدمة الحرمين أعلى شأنا  وأعلى رفعة وترفعا .أصبت بصدمة ومثلي كثيرون من ابناء وطني قطر من الانجراف الغير مسبوق أستغربه من السعودية  لا من غيرها  فأولئك يخوضون مع الخائضين  أما السعودية  فهي الترفع, في خاطري  حتى أيام قليلة معدودة , أذكر مرة  كلاما لرئيس الاتحاد السعودي السابق لكرة القدم الامير سلطان بن فهد الى فريقة  قائلا: لاتنسوا الاخلاق السعودية التي جُبلتم عليها" دائما تستمد الملكة مصدر اخلاقها او تنسبة الى كونها بلد الحرمين الشريفين , لذلك كان على أن أتسأل عن طبيعة  الكلام الذي أقرؤه "قطر منبع الخيانة"  هذا عنوان واحدا من جملة عناوين هو أخفها , لم أذكر ملكا واحدا عبر تاريخ السعودية إستخدم لفظ "خائن" ضد  عدوا له  قبل أن يكون  أخا قريبا منه , بل ان مصطلح الخيانة غريب على الثقافة السعودية , حتى أن السعودية  ذاتها كانت دائما   هدفا لهذا المصطلح  الذي هو من أدبيات  الدول  التقدمية كما كانت تسمى  في السابق. غريب ما يحدث ,  إنزلاق لفظي وكلامي  خطير على السعودية قبل غيرها , مكانتها المعنوية  قيادتها  الاسلامية , أنا على يقين أنها فقدت الكثير  من المعنى الذي كان جوهر وجودها, بعد إندفاعها الغير مبرر لاتوقيتا  ولاحدة  وغلوا. أرجو أن تعود  كالتي كانت سابقا في خاطري وفي خاطري  أجيال الأمة.سقفا عاليا يليق بتكريم االله لها أن جعلها تحتضن  أقدس مكان على هذه الارض  وتكريم التاريخ لها أن جعل قادتها حراسا وخدما  لبيته ومنبع رسالته الخاتمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق