الاثنين، 5 يونيو 2017

يومٌ ولدَ سفاحا



هذا اليوم ولدَ سفاحا , لم يلده خليجنا العربي ولايمكن أن يتبناه تاريخنا , شعور غريب وصمت مطبق بدأ مع انفاس هذا اليوم العاشر من رمضان 1438 للهجرة, شعرت بزلزال يجتاح كياني وأنا أرقب شاشة التلفزيون  بيان بعد آخر , شىء ما تعدى الخلاف , حدثٌ ما فتك بحرمة الصوم , بيانات في غير موضعها  ظننتها ضد نظام بريتوريا العنصري أو النظام الاسرائيلي المحتل   ,العاشر من رمضان  ذكري عظيمة في نفس كل عربي  و ذكرى سيئة لغولدا مائير والشعب الاسرائيلي الذي أسقط حكومتها واستقالت بعده , العاشر من رمضان يوم مجيد  لعبور خط بارليف  وكسر إسطورة الجيش الاسرائيلي و العاشر من رمضان  يوم "الله أكبر" .االعاشر من رمضان  يومٌ شهد قطع علاقات أكثر من ثلاثين دولة علاقاتها مع العدو الاسرائيلي  تضامنا مع العرب .هذا هو العاشر من رمضان في ذاكرتي, اليوم أجدني هائما بين ذاكرتي  وكياني أيعقل هذا؟ أيعقل أن تحاصر قطر؟  أيعقل أن تتوالى كل هذه البيانات  قطعا لرحم  وتقطيعا لوصل شعب هو جزء لايتجزأ من أصالةالخليج ؟أنا مواطن عادي لاأعرف  سوى ما يُعلن لست مطلعا على أسرار السياسة ومايحاك , مسؤولية من أن أكون بريئا وأتلقى الصفعة والصدمة فجأة دونما إدراك لماذا صفعت؟كنت ولا ازال دائما ضد الارهاب  ووقفت بقلمي وكلمتي ضد الارهابين أينما كانوا. مئات الالوف مثلي من ابناء الخليج لايدركون سر هذه البيانات سوى الاعلان الرسمي  الذي صيغ لاهداف سياسيه بشكل أو بآخر, هذه ليست بيانات هذا إعلان حرب  و ماذا نتوقع اكثر  أن تسيل الدماء وقد سالت منذ أن أطلقتم بياناتكم وكأنكم تجتمعون على  عدو الله  في يوم من أيام الله , نعم  نزف الدم داخليا في جسد كل قطري وسعودي وإماراتي وبحريني مخلص , العيون الزائغه وجدتها حتى عند الشباب الغض  قبل الرجال أو الشيوخ .هل ثمة معنى  لمجلسنا , لقبلاتنا , لمراسم توديعنا واستقبالاتنا,؟ هذا غدر بالمواطن الخليجي قبل أن يكون إجراءات تأديبة كما تقولون , متابعة بسيطة للفترة الوجيزة قبل هذا الحدث الجلل لوسائل الاتصال الاجتماعي تثبت أن  معظم  شعوب المنطقة ضد التصعيد وضد كل ما يقطع أو يدق اسفينا بينها كشعوب,   لقد سطرتم صفحة سوداء ستظل تلاحق كل من شارك في وضعها , من له الحق أن يمنعني من زيارة أقربائي في السعودية أو في البحرين وأشقائي في الامارات, إذا استمرت  إجراءتكم هذه ضد الشعب القطري فستخرجون من التاريخ  وقد يصبح البعض منكم مرشحا لإتهام محكمة الجنايات الدولية يوما ما. اللهم أستودعك بلدنا وخليجنا , اللهم لاتول أمورنا شرارنا , اللهم أرحم ضعفنا كشعوب  ,لاتحفظوا هذا اليوم  ولاتاريخه  لأنه يوم لم يسطره الانسان الخليجي  وسيصوم يوما آخر  بدلا عنه لأنه من أيام داحس والغبراء قبل أن   يتجلى الصوم  معنىً للأخوة والتحاب , حتى توقيتكم يدينكم جهلا بالتاريخ  وثقبا في وعي أبناء الخليج والامة العربية.

هناك تعليقان (2):

  1. أحسنت.. بارك الله فيك، و حمى الله قطر الخير من كل سوء، و رد كيد من أراد بها سوءً إلى نحره.
    نسأل الله زوال هذه الغمة بحرمة هذا الشهر الكريم

    ردحذف
  2. مقال رائع بكل حرف

    ردحذف