السبت، 10 يونيو 2017

الانطلاق من الماضي ليس حلا" كلمةُ لابد منها"




في خضم هذة الأزمة الخطيرة التي تهدد  وجود دولنا الخليجية , جاءت ثقافتنا العربية  لا لكي تجد حلولا لهاولكن لتؤبدها , قاموسنا السياسي  هزيل ينطلق من الماضي لكي يحل مشاكل الحاضر , ولاينطلق من المستقبل  لكي يتجاوز مشاكل الحاضر. إستمعت الى جميع محللين وصحفيين وكتاب الطرفين وغيرهم , جميعهم  تقريبا يرى أن الانطلاق لحل الازمة  يبدأ من الماضي ويسرد بعضهم التاريخ  وموامراته, وكيف أن قطر تآمرت , والسعودية تحالفت والامارات خططت. ثم نقف على  حدود الازمة الراهنة  ونصطدم بالانكار والتملص والقاء اللوم  على الطرف الآخر لما وصلت إليه الأمور.. ياسادة حل الأزمة ينطلق من المستقبل , مقدرات شعوب هُدرت ,  مكتسبات شعوب ضُيعت,خطر داهم يهدد وجودنا جميعا يلوح في الأفق , التضحية بالمجتمع من اجل التشبث بالسلطة ,صراع أجيال الحكم قتل التنمية وأتى على ماتبقى من أخلاق ومرؤة. وغير ذلك يجعل من المستقبل منطلقا لتجاوز أزمة الحاضر, لاتصف لي كيف ساعدت السعودية طالبان ولاكيف وقفت قطر مع الاخوان ولاكيف تحالفت الامارات مع دحلان كلُ ذلك لاينفع اليوم , علينا تجاوزه , تجاوز الماضي ليس تنازلات  هو وعي بحركة التاريخ  التصاعدية, العالم المتمدن الذي تضربون به المثل كل ماعمله أنه  وضع المستقبل  حلا لجميع مشاكله , لاينطلق أبدا من الماضي إلا للإعتبار ولكن لأن  السلطة عندنا من الماضي لذلك لايجد المجتمع بُدا دائما من ليَ عنقه بإتجاهها . اليوم أنتم أضعتم  مقدرات شعوبكم,    ووضعتم المنطقة على شفا حرب ستأكل الاخضر واليابس ,والعودة الى الماضي ستجعل الجميع متهمين , جميعكم تحالفتم , جميعكم مولتم , جميعكم تآمرتم , شعوبكم تعي ذلك جيدا , جميعكم تتلهفون إسرائيل صديقا وحليفا, ماذا أبقيتم لشعوبكم الحائرة , إعلامكم  يؤجج أكثر منه يعالج ,  يقفز اليه كل مرتزق ليرتزق ويثير فيه نعرات  وينبش في أحقاد , ليس هناك حل ينبع من الماضي , أسباب الأزمة  تكمن انكم تفكرون  إنطلاقا من الماضي لحلها , الحل يكمن في المستقبل والوعي به , فكروا في أجيالكم القادمة في أبناءكم الذين تدفعون بالشعوب الى الهاوية من أجل تنصيبهم, هل سيفلتون من المصير المحتوم لو إشتعلت المنطقه حريقا كالذي نشهده  في سوريا او ليبيا  وغيرهما. يجب ان يتوقف التصعيد إن كان بينكم رجلا رشيدا , يجب ان يتوقف هؤلاء النفر من هؤلاء المسمون إعلاميين الاغبياء الذين ينكئون الجراح   ولايملكون الا ترديد ما يقال لهم , وآخرون من المستفيدين  من غير ابناء الخليج ينفخون  في الكير ,شعوب لاتملك حريتها من العيب أن يُستمع لإعلامها , إنظروا كيف تجاوزت أوروبا حروبها الدينية والطائفية والصراع السلطة ؟ إنطلقوا من المستقبل  , ولو توقفوا عند الماضي  لكان وضعهم أسوأ من وضعنا لأنهم شهدوا وحشية لم يشهدها تاريخنا . فكروا في المستقبل ياسادة ,  إنكم تصلون بلا وضوء , وتصومون  ولكن من أجل الحمية فقط.

هناك 3 تعليقات:

  1. اللهم انا استودعناك قطرنا وبلاد المسلمين كافة
    من يفهم استاذي ؟؟!!!
    ليس منهم رجل رشيد للأسف

    ردحذف
  2. لا خوف على الوطن و لا على الدين ، أبناء المستقبل جاهزون ...
    اللوم كل اللوم على من يزرع الفتن وعلى من بحكم بدون قرار و للغير مرتهن ، ولكن اذا عرفنا الأسباب ، فلن يطالنا العذاب ، و انت واحد من الشباب ، القادرين على تغيير الواقع ...
    حكامنا لم يشعروا يوما بالمسؤولية و بحساب رب العباد ، فرطوا في الخيرات و بددوا الثروات و احرقوا دمنا و عملوا على إغلاق أفواهنا و كتم أنفاسنا و إذلالنا لكن طالما هناك امثالك من العارفين فلا خوف و لا قلق رغم ما يحدث ...
    نصيحتي ان لا تقلدوا الغرب حتى في نجاحاتهم واعملوا بما أوصاكم به الله و افرحوا بأن لكم دستورا من صياغة الله لن تضلوا ابدا اذا ما جعلتموه منهاجا للحياة و العمل و التعامل ، اما الانبهار بما يفعله الغرب (و التجارب عديدة ... ) فإن الأرض ليست لأرض و الشعب ليس الشعب و الدين ليس الدين ...
    لا تخافوا من كلمة الدين ، فهو لله و إنما أرسل لاصلاح المفاسد و إقامة العدل و احترام الذات و بذلك تحصل الخيرات ، و ابتعدوا ما استطعتم عن اليهود و النصارى لانهم لن يرضوا عنكم حتى يدخلوكم في ملتهم ...

    ردحذف