الجمعة، 1 ديسمبر 2017

نحو علاقات مجتمعية صحية


 

 كلي أمل ان نخرج من هذة الأزمة بعلاقات مجتمعية صحية , مقارنة بما وصلت اليه علاقات المجتمع  من تشابك غير طبيعي قبل الأزمة , لاأعني هنا بالعلاقات  علاقات التواصل والالفة والمحبة  وغيرها من المشاعر الانسانية  الطبيعية الايجابية منها أو السلبية و ما أعنيه حقيقة هو نمط هذة العلاقات والنتائج المترتبة على هذة العلاقات وإنعكاسات ذلك على تطور المجتمع  إجتماعيا  وسياسيا.  كنت منذ زمن ألحظ تغيرا غير صحيا في نمط  العلاقات المجتمعية , يُضحي بالعلاقات الأفقية  واستمرارها  لحساب العلاقات الرأسية مع  مراكز السلطة , مما أفقد المجتمع كثيرا من  حيويتة  وطمأنينتة وثباته وإتزانه , وأدى بالتالي الى شيوع نمط من الاخلاق الفردية السلبية الغير قائمة اساسا على الانتاج كما هو الحال في المجتمعات الصناعية , وانما قائم على الريع وتوزيعاته , الأمر الذي أفقد المجتمع حيويتة , ويفقد كذلك وسطيته وطمأنينته التي عُرف بها.كلي أمل بهذة الأزمة التي نرجوا أن تنتهي على خير إن شاء الله , وأن يعود الوعي  الى رشدة بمساعدة حكومتنا الرشيدة  بالضرورة  من خلال برامج ثقافية وسياسيات إجتماعية   واضحة لاتدع مجالا للقفز على ثوابت المجتمع وتاريخة الاجتماعي بشكل  فج  وسريع ,حيث الوضع الآن بعد دخول  وسائل الاتصال الاجتماعي بشكل  قوي وكبير  في رسم وعي  الجيل الجديد بحيث قد يصبح الذاتي هو الموضوعي ,والصوت هو الواقع , وبالتالي  يعمل تأكيد وتقوية العلاقات الرأسية  مع السلطة وأصحاب القرار على حساب العلاقات الافقية بين أفراد المجتمع وإستقرارها حفظا لإتزان المجتمع  ووسطية , ايضا هناك قضية أخرى اود ان اشير إليها  لأهميتها وهي التوقف عن صنع الايقونات  في جميع المجالات  فالجميع ساهم ويساهم سواء خلال الأزمة أو ما كان قبلها في  رفعة مكانة قطر  ولاءً وحبا فيها وفي قيادتها , صناعة الايقونات الاجتماعية دليلا على قوة العلاقات الرأسية  أكثر,وليس على ثقة المجتمع بها , أيضا من الأهمية بمكان  الوعي بأن هناك كثير ينقصنا كمجتمع  بمعنى التواضع أمام ما قدمناعلى العموم إشكاليتنا لاتخرج عن إشكالية العقلية العربية التي تعمل على  تحويل الخطأ الى صواب  , بدلا من تصويبه , والهزيمة إلى نصر  , فنعامل المنهزم كمنتصر  مع أن هناك هزيمة مشرفة,ويستحق صاحبها كل تكريم  لكن الخطورة أن تنقلب في أذهاننا وتصوراتنا  الى نصر وهنا الخطأ المُخل الذي بالتالي يؤثر    سلبيا على نمط العلاقات المجتمعية , فنصنع مزيدا من الايقونات من دون أن نشعر بذلك .ويزداد المجتمع  إنشدادا الى العلاقات الرأسية الريعية والبحث عنها والتضحية ربما بالمبادىء  من أجل الوصول إليها , أرجو أن نستفيد من هذه الازمة ثقافيا بشكل يشعر معه الجميع  أننا نعيش الوطن , ونتفس  حبه والولاء لقيادته بشكل طبيعي  وبإطمئنان  كما كان آباؤنا يفعلون ويشعرون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق