الاثنين، 27 نوفمبر 2017

الأزمة وخطاب "الدولة"


 

الذي إنتصر في الأزمة هو خطاب "الدولة الذي تبنته قطر في مقابل خطاب"القبيلة" الذي أعتمدت على تقديمة دول الحصار , نعم قيَم"المدينة" التي تبنتها قطر سياسة وإعلاما,قيَم الترفع , قيَم الخطاب الانساني, قيم الاخلاق التي  تربت عليها مجتمعات هذة المنطقة , لعل هذا الجانب المعنوي الثقافي هو من  جعل من العالم كله يقف مندهشا لرقي الخطاب الثقافي  القطري  في مواجهة هذا الحصار الجائر . في المقابل كان خطاب دول الحصار خطاب "قبيلة"  خطاب متخلف ونكوص عن العصر ومكتسباته,  ظهر واضحا في  إستثارة النزعة القبلية  , والقصيدة الهجائية بألفاظها اللاخلاقية , والاغنية الماجنة التي  لم تتعود إذن إبن الخليج على نشازها  وهبوط معانيها ومقاصدها. قوة قطر الناعمة كانت في خطابها الاعلامي "المديني" وفي ألفاظة  المتحضرة  ولغته الرائعة ,في خطاب "الدولة" التي تحتضن جميع مكوناتها ,  أثبتت قطر أنها مدينة وسط حزام صحراوي قاحل , اثبتت أنها  مركز لإشعاع كلمة متحضرة وسط  حقل من الشتائم والسباب , قطر إنتصرت لثقافة المدينة ولسلوك إبن المدينة. هذة الا.مة لابد أن تكون  نبراسا ثقافيا لنا  في المستقبل لإعتماد خطابا ثقافيا "مدنيا" ومدينيا  أيضا , ماذا سيكون الحال لو جاريناهم في خطابهم الشعبوي القبلي  السوقي , حتما لن تكون النتيجة لصالحنا , أرجو أن يتنبه المسؤولين  الى  هذا الانجاز العفوي  الذي حققته قطر , خطابنا المستقبلي من الضرورة بمكان أن يكون خطابا حضاريا ,  إحتفالاتنا القادمة يجب أن تنتصر لقيم "المدينة"  مشاركاتنا من المفترض أن تنبع من ثقافة المجتمع  ككتله وطنية واحدة , هذه هي  قوتنا الناعمة المؤثرة التي  أثبتت فاعليتها  منذ بداية الازمة واشادت بها الدول والمنظمات العالمية , أتمنى أن لاأرى ثقافة ماقبل الدولة  , وماقبل الوطن , وماقبل الأزمة, أتمنى أن لاأرى لها أثرا, حتى لانتماثل معهم وهم كثرة  فنفقد قوتنا النوعية امام الكثافة الكمية  الهمجية ,التي يمثلها خطابهم  ,خطاب ماقبل الدولة, فالعالم اليوم يعتمد النوعية كمعيار للرفاهية   وليس  عدد السكان, بل أن الحياة كلها اليوم تقاس بالنوع  وليس  بالكمية وعدد السنين.ثقافة المدينة التي تجلت في الازمة هي  من جعل قطر تبدو واحة واسعة رغم الحصار , وثقافة البداوة  والقبلية الاولى جعل منهم محاصرون رغم   فضائهم الواسع إلا أنه فضاء من الجهل والتخلف لايغني ولايسمن من جوع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق