الأحد، 26 نوفمبر 2017

الحصار والطبقة الوسطى



كنت قد كتبت عدة مقالات سابقة عن اهمية دور الطبقة الوسطى لأي مجتمع  لما تمثله  من حامل طبيعي لقيم المجتمع  واخلاقياته ووسطيتة  ناهيك عن دورها التاريخي في التحول الديمقراطي  وذكرت كذلك ان الطبقة الوسطى في قطر ليست ذاتية المنشأ  وإنما للدولة دور كبير وواضح في إنشاءها  وكانت فترة السبعينيات بالذات بداية لتبلور هذة الطبقة  الهامة جدا في وسطية المجتمع واتجاهه  نحو التنمية, اثناء هذة الازمة التي تمر بها قطر يبدو واضحا أهمية الطبقة الوسطى ودورها المميز  في الوقوف في وجه  هذا الحصار الجائر  ويبدو أبناءها  الاكثر بروزا  وفاعلية في أدائهم لدورهم الوطني في جميع الاصعدة  الاعلامية والثقافية والفنية  وتبدو اخلاقياتها واضحة من خلال مستوى الخطاب الاعلامي والثقافي الذي تميزت به قطر مقارنة  بالخطاب الاعلامي والثقافي  والمخابراتي المنحط لدور الحصار  , لذلك أعتقد من الاهمية بمكان  تعزيز دور هذه الطبقة مستقبلا  بعد ان لحقها بعض الاجحاف في السنوات القليلة الماضية نتيجة  لاتجاة نشاطات الدولة الى الترفية  بدلا من التركيز على قيم الانتاج  الثقافي الحقيقي الذي تمثل عصبه هذة الطبقة, هناك من لايحبذ استخدام وصف طبقة  في مجتمعنا  ويفضل بدلا عن ذلك  صفة  الشريحة الوسطى , لايضيرني ذلك كثيرا  وانما المهم  وجود   هذه الثقافة الوسطى بين ثقافتين  حدييَتين , ثقافة الشريحة الاولى المكتنزة ماديا  الاقل اكتنازا قيما  والى حد ما  مبادئا , والشريحة السفلى التي لاتمتلك شيئا لتقدمه سوى سعيها وراء لقمة العيش  بتجرد شديد لايحمل معه  ربما أي معنى آخر سوى سد الرمق,  هذة الازمة اثبتت بجلاء دور هذة الشريحة الوسطى  الثقافي  والاخلاقي في التصدى  للحصار المخزي والجائر على قطر  من خلال ابراز خطاب  كما ذكرت يليق بإنفاق الدولة عليها  طيلة العقود السابقة , وكذلك يبدو واضحا ايضا عدم تسرب  أيا  من عناصرها المدنَية  ولم تسجل حالة تفريط  في الإخلاص والوفاء  للوطن بين أفرادها , إذا استبعدنا  حالة "الهيل والدهنيم " وهما حالتان  حولهما لغط كبير  حول طبيعة عملهما  وأساس تكوينهما فهما أدوات والاداة لاحكم لها لأنها تلغى بعد إستخدامها"على الرغم من أن أفراد هذه الشريحة المتوسطة لم يكنوا من أصحاب الحظ والامتيازات كغيرهم  ممن إنتشل إجتماعيا  وجرى تعميده  ولم يثبت اخلاصه وولائه للوطن بعد , على كل حال هذه الشريحة شيمتها الوفاء نظرا لثقافتها المدينية على الرغم   من أن في هذة الحرب القذرة التي جرى فيها استخدام أقذر اساليب الاغراء والتهديد كذلك ,إلا الوفاء شيمة والإخلاص خُلق وليس مجرد لقب يضاف أو تاريخ يُؤلف, أدعوا  بصدق الى توسيع الانفاق على هذة الطبقة مستقبلا حتى تصبح  اوسع الشرائح اتساعا في المجتمع فنضمن مستقبلا مجتمعا  متزنا  لاتتجاذبة الاهواء ولا تشغلة المغريات ولا يشعر بالغبن لينتقم ولا يستشعر الذل لينتفض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق