تدخل المنطقه تاريخا جديدا
لايضع اعتبارا لما هو كائن بقدر ما
يريد أن يحدد ما يجب أن يكون , فقد إنتهى الوقت الاضافي التاريخي لأبناء هذه
المنطقه للتحول بها الى ذات فاعله و كيان
وجودي ولم يتحقق ذلك لاسباب كثيره
منها بؤس التاريخ الذي يجعل من
الأمس أفضل اليوم ومن الاموات أكثر تقديسا
من الاحياء وارواحعهم الرطبه ولي هنا بعض الملاحظات:
أولا: هو تحول "الدولة" إلى موضوع وليس "ذات" مستقلة تملك إرادتها فالتفكير ينطلق في وجودها من النظره الخارجيه وليس من الارادة
الداخليه لشعوبها , من مدى فائدتها للآخر لا من دورها وثبات وجودها القانوني والدستوري
ثانيا: في حالة الفوضى التي تعيشها المنطقه نحن أمام
الواح جغرافيه بركانيه متحوله
لانعرف متى تستقر بها الارض
وكيف يتم ذلك وبأي شكل و نتيجة
سيظهر.؟
ثالثا:إنتقال الدوله من مرحلة الذات الى مرحلة الموضوع لايمكن ان يتم
في حالة وجود مجتمع قوي هو سبب وجود
الدوله , لايتم ذلك الا في حالة أن يكون الأمر مقلوبا بحيث يصبح المجتمع هو نتيجة لظهور الدوله وماقبل ذلك ليس سوى اجتماع او تجمع , لذلك لديها القدره
على صياغته بالشكل التي تراه .
رابعا: في الدولة"الذات" تختلف العلاقات عنها في الدولة
"الموضوع" حيث في الأولى تكون
العلاقات الداخليه بين المجتمع والدوله هي الاساس , بينما في
الدولة"الموضوع" تصبح علاقات الدوله مع الخارج على حساب الداخل ,
أو أن تكون مشروع تضحيه في أي وقت يحتم ذلك.
خامسا: تهميش الداخل يعني انتقال الدوله الى مرحلة
الموضوع أو كونها موضوع, والموضوع
داخل مجال للنقاش والتجاذب والاشتراطات
والتنازلات , فتبقى الدوله بينما يتلاشى المجتمع أو يذوب , وقد تنتهي الدوله على شكل من اشكال الاستقراطيه الاوروبيه التي تعيش
أفرادها اليوم بمسمياتهم
التاريخيه دون سلطه , فالعوائل
الارستقراطيه الاوربيه التي كانت تحكم
وتملك في السابق لايزال عدد منها يعيش في فرنسا والنمسا
والمانيا بألقابهم فقط بعد أن اصبحوا
موضوعا لتاريخ وليسوا ذاتا تاريخيه.
سادسا: المؤشرات تدل على دخول المنطقه كلها في مرحلة " الموضوع" ولم يعد التفكير
فيها كذات تملك قرارها ومصيرها , وانما
عليها أن تتعامل بنفسها مع من يعمل على تفكيكها
وتحويلها الى موضوع لعالم
وطبوغرافيا جديده.
سابعا: لكي تتحول الدوله الى
ذات حقيقيه لابد لها من القدره على التجرد من ميتافيزيقيا التاريخ كما فعلت دول اوروبا والخروج بذات متعاليه ومتجاوزه له , لاان تعيش على ضفاف مستنقعه ,
لاتلبث حتى تعود لتسقط فيه
ثامنا: الكليات التي تسكن
اذهاننا بحاجة الى مراجعه , عليها ان تخرج
الى خارج الذهن لتبقى خارجه للاعتبار
وليس للمحايثه والاعاده. العصر
الأول و الصحابه الكرام , التابعين وغير
ذلك , هذه الصور الزاهيه التي يصورها لنا التاريخ , يجب أن تكون خارج الذهن
للإعتبار بها لافي داخل الذهن لمحاولة
تكرارها والعودة بها الى الآن المعاش .
حتى نصبح ذاتا لابد من اعادة الاعتبار الى
الذات الآنيه بوضعها ومحيطها المعاش.
تاسعا: الدوله هي مجموع هذه
الكليات الذهنيه التي يعيشها المجتمع فهي بالتالي أكثر تأهيلا للتحول الى ان تكون
"موضوعا" للتدارس من طرف الذوات الاخرى
, لأن هذه الذوات "الدول" ترى أن انها موضوع خارج العصر , ومن اساليب اعادتها للعصر خلق الفوضى الكفيله
بإعادة الرشد اليها بعد أن تقدم تضحية
كافيه لمثل هذه الاعاده مالا ودماء , وهو
مانشهده اليوم.
عاشرأ: ماأراه اليوم أننا أمام مشهد
واضح المعالم , فالدول الكبيره موضوعُ للتقسيم والدول الصغيره موضوع للتسكين , والنخب الحاكمه موضوع للحياة الارستقراطيه التي تعيش
على ذكرى ارستقراطيتها ولاتملك سوى
اسماءها, والمواطنين الى أقليات تروى
تاريخ النكبات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق