الثلاثاء، 23 مارس 2021

لم يصلي عليهم أحد

أفزعتني عبارة "إذا لم تكن تمتلك واسطة لن يصلي عليك أحد" قفزت الى ذهني وأنا أتأمل احوال الكثيرين من مدمني الحياة بشكلها وطبيعتها الانسانية, وسر الوجود الذي جرفته، المصالح والواسطة، والتعصب العرقي والثقافي والديني على ما تبقى من أمل في الحب والحياة. الصلاة الدينية علاقة بين الفرد وخالقة اما الصلاة الدنيوية فهي علاقة افراد المجتمع فيما بينهم إنها رحلة بحث شاقة عن المعنى الوجودي لهم كمجتمع بعيداً عن التهميش اوالاقصاء , في مجتمعنا الصغير المتحاب من لايصلي عليهم أحد هم اولئك الذين لايملكون واسطة فيصبحون خارج صلاة المجتمع ,اسمع اصواتهم في وطني صباح الخير وارى تكدسهم هنا وهناك ومناشدتهم المستمرة في تحسين اوضاعهم هناك مجتمعات اكثر شراسة حيث اولئك الذين لايصلي عليهم المجتمع هم المختلفين دينياً او عرقياً او لوناً. فإذا كانت هذه سردية في وجه الألم المروع والرهيب الذي فجره الشك الوجودي وانعدام اليقين، فإن الأمر لدينا سردية في مقاومة امجتمع المظاهر والالقاب والزيف الاجتماعي, ويصبح الامر اكثر صعوبة حينما تؤصد وتقفل الابواب تلك الابواب التي كانت مفتوحه في السابق ويصبح الولوج والوصول الى المسؤول اصعب من ايلاج الجمل في سم الخياط, والادهى والامر حينما يوكل الامر لنفر لم يعرفوا ولم يكابدوا مرارة العيش ولا ثقل المسؤولية لقلة تجربة ام لصغر سن , كان صلاة المجتمع الدنيوية بما فيها من وصل وتحاب وعطف شاهداً كبيراً على قبول صلاته الدينية في المساجد, فكانت بركة الله واضحة ورحمتة الواسعة دائماً اعظم بهاءً ونوراً, اليوم هناك تراجع كبير في اداء الصلاتين الدنيوية الاجتماعية والدينية الربانية بشكل ملحوظ هناك من يصلي عليه المجتمع في الدنيا زيفاً وليس له نصيب من الاخرة وهناك من لايصلي عليه المجتمع دنيوياً لكنه الله عليه من المصلين , صلاة المجتمع هي وجدانه وعواطفة وايمانه بانسانيته , اذا ما اختلت هذه العناصر اختلت حركتة الاجتماعية وسلوكياته الاخلاقية ,وسيطرة عليه التراتيبية والطبقية باشكالها المختلفة فترتبك صلاته ا الدنيوية وبالتالي تختل وترتبك صلاته الدينية التي هي عمود اسلامه , صلاة المجتمعات الغربية الدنيوية على قدر كبير من الانتظام لذلك يجد العربي المغترب راحة هناك على الرغم من عدم انتظام صلاتهم الدينية, اما عندنا فالارتباط وعدم الانتظام يشمل الصلاتين , حيث لايمكن ان تحوز فضل الاخيرة وانت لم تحز بعد فضل الاولى وهي أداء  حقوق العباد وانصاف البلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق